خواطر (تابع)

بين الواقع والخيال 🌄

#بين_الواقع_والخيال 🌄

أكيد الحلم هو حقيقة غير محققة لذا فهو يسقط حتما من الواقع ليظل مجرد خيال.... وبالتالي لن يُكْشَفَ للوجود ويتحقق مادام لم تلمسه الحقيقة....وكأن الواقع أراد ان يحبسه دوما في قائمة النسيان دون الافراج عنه .... تحفه قيود مختلقة ماكانت من الفطرة بتاتا....

فالذين يحلمون يطمحون إلى الأكثر ويملكون خيالا واسعا لأنهم يرغبون كسر الواقع الذي قد لا يأتي حسب رغباتهم أحيانا....عكس الذين يرضخون للواقع ويستسلمون إليه فلن يروا الأمور بعيدا......ولن يقودوهم الإحساس لاستشعار ما هو محسوس حتى يحلقوا إلى أبعد المدى.....وكأن الحياة ما توقفت إلا على ما هو مرئي فتجدهم حينها لن يتحركوا سوى في نفس أمكنتهم التي وجدوا أنفسهم فيها ....يسايرون واقعهم تبعا لما لقنوا وأرضعوا منذ أن وعوا .. يسكنهم الجمود رغم كثرة الحركة.... ويدورن في نفس الحلقة.... هذا طبعا قد يفقدهم بعضا من حريتهم...ويحيون حياة ناقصة لمجرد أن ذلك من الحياة....وليس الحياة كاملة ..

فالحياة الكاملة هي أن تحياها دون نقصان أن تشعر بالوجود أن تقبض بيدك على الشيء الذي كان يبدو لك مستعصيا حتى تصل إليه... أن لا تقف عند إشباع ما مُنِح لك....بل أن تترك العنان لنفسك كي تحقق ما هو مشروع لها في نطاق محدود ....وأن لا يسمح لها المساس لممتلكات الغير ...حينها أكيد ستكون قد حققت ذاتك وأوفيتها حقها بدون قيود.....ولن يتأتى ذلك إلا إذا دافعت عنها وأخذت كل ماهو حق لك ولو بالغصب..... حتى تتحرر من دائرة الواقع إلى الخيال فتقطف أحلامك التي كادت تنسى وتسقط من حساب الزمن....وتجعل من الحلم حقيقة....

فكم هو جميل أن لا نترك لحقيبة الزمن شيء من الأحلام... وذلك بأن نفرغ كل ما تحمله معها....ولن يحصل ذلك إلا إذا حققنا كل حلم حلمنا به عند آوانه حتى لا يغدو منسيا إذا ما فاتت لحظته....

#سميا_دكالي