#شبح_الجوع
ما كانت أحمد عادته أن تشرق عليه الشمس وهو في البيت...لقد كان كل صباح يجر عربته بعد أن يملأها بأنواع الفواكه ليبيعها للمارة... الذين أصبحوا يقصدونه يوميا لمعاملته الطيبة وقناعته ...مكانه الذي لم يغيره في الحي كان معروفا في أحد الأركان.... بالقرب منه صديقه الذي يبيع الخضر وإلى جانبه أرملة تخبز نوعا من الفطائر ...جو من المرح يسودهم وهم يسردون قصصا ونكتا.... وأحيانا يفضفضون عن معاناتهم اليومية إلى أن ينقضي النهار وتغيب الشمس... معلنة قدوم الليل وقد أسدل ستاره، ليغلق كل واحد بابه عليه ومعه أحزانه أو أفراحه..
الآن قد أغلق بالمرة على الكل ومعهم فقط أحزانهم وهم ينتظرون فرج الله....ما كانوا يظنون أن ينزل عليهم ذلك الوباء أو الجائحة كما يطلقون عليها...لتعزلهم عن بعضهم البعض...ويصبح كل واحد خائفا من أخيه بعد أن كان من قبل يحضنه ويسلم عليه بتحية الإسلام....أي ذنب ارتكبوا ليعيشوا بتلك الصورة.....
والأسوأ شبح الجوع الذي أصبح يهدد أحمد الآن ومن معه....من سيعيل أسرته ويدفع عنها ويلات ذلك الوباءء؟ هو يعلم علم اليقين أنه أصبح مهددا وأسرته.... لا دخل له الآن ولا نقوذ مخبأة ....لقد كان يصرف كل ما يجنيه من عرق جبينه خلال كدحه بالنهار....أكيد الآن سيغدو فريسة الجوع قبل أن ينقض عليه الوباء هذا مابات يؤرقه ويذهب النوم من عينيه....
#سميا_دكالي
أنت تقرأ
خواطر (تابع)
Romanceالاختلاء رفقة الكتابة في ركن منعزل نور يبدد الظلام وجواب لكل سؤال غامض حاولت التملص منه فطاردك غصبا عنك ! فكم سألت قلمي لماذا تترنح أحيانا ؟؟ أجابني ليس لأني لا أريد بل كوني أخشى عليك كم أعشق قلمي💕 هذا الكتاب يحمل كل ما يخالج خواطري🍁 وأتمنى أن يلق...