#قصة_قصيرة 📚
#زمن_التيه 🌄
خرج من عمله بعد قضاء ساعات وهو مع الملفات... حسبها كأنها شهور في هذا الحر الذي لايحتمل....قضى أكثر من نصف نهاره في تلك الغرفة الضيقة، التي ضمت أكثر من خمسة موظفين... لم تكن أسباب الراحة متوفرة ...مما عاق دون الاسراع في تلبية مصالح الناس، وطوابير التي أمامهم لا تنتهي كلما نقص واحد زاد آخر ليظل الازدحام والتوتر....
مر على سوق الخضر اشترى منه ما يلزم لبيته.... كعادته أسرع في اتجاه مكان الحافلة يود أن يأخذ مكانه من بين الكراسي الأمامية هروبا من الكثرة....لقد حالفه الحظ وجد كرسيا فارغا... جلس وقد تنفس الصعداء، ليمسح العرق المتصبب من جبينه، وينزل ألاكياس الممتلئة ....الكمامة تكاد تخنقه... فهي تمنعه من استنشاق الهواء بحرية... لكنه عليه التحمل، ولا يمكنه أن يزيلها...لقد أخبروه أن الفيروس أصبح منتشرا وحاملوه أصبحوا مجهولين ....لذا فلن يسلم من العدوى....
المسكين يحاول قدر الإمكان الابتعاد من ذاك الرجل الذي يقف أمامه... لم تكن هناك مسافة متر للتباعد...جال بنظره على أغلبية الركاب، كل واحد يبحر حسب رغبته وهواه... لا كمامات مستعملة بإثقان، ولا هناك احترام لمسافة البعد...لفتت نظره عجوز تضع كمامتها بإثقان.... أكيد تخاف أن تودع الحياة...ربما تعاني من أمراض، وقد تكون مناعتها قليلة ...إذا عليها أن تحمي نفسها جيدا....لكن في ذاك الاتجاه شاب لم يبلغ الثلاثين من عمره.... يحمل كمامته في يده تراه أهو غير مصدق بوجود الفيروس؟ ربما نعم ...لكنها هي معه، يراوغ إذن الشرطي... فهو يحملها في يده حتى إذا صادفه يستعملها بسرعة، خوفا من تأدية غرامة مالية.
نزل من الحافلة متدمرا باتجاه البيت.... لم يعد يفهم ما يدور في الحياة...أصبحت الطريق تبدو له غير واضحة.... ترى هل سيظلون على تلك الحال؟ يحيون ذاك الغموض والوباء في انتظار اللقاح ...كل شيء يراه معلق....يقولون أن الدراسة ستصبح عن بعد....لم تعد فرص العمل في المتناول...حتى التنقل عاد صعبا ....هي الحرية إذن سُلبت بطريقة لا شعورية...
أدار المفتاح في فتحة الباب... ما إن وضع رجله على البيت... سمع زوجته وهي تأمره أن يستحم في الحال ...ليس له خيار عليه تنفيذ الطلب...وضع الأكياس في المطبخ على عجل... ليتجه إلى الحمام وهو يقول في نفسه....هذه لعنة نزلت علينا، بتنا نعيش في زمن التيه.....
#سميا_دكالي
![](https://img.wattpad.com/cover/209154746-288-k691933.jpg)
أنت تقرأ
خواطر (تابع)
Romanceالاختلاء رفقة الكتابة في ركن منعزل نور يبدد الظلام وجواب لكل سؤال غامض حاولت التملص منه فطاردك غصبا عنك ! فكم سألت قلمي لماذا تترنح أحيانا ؟؟ أجابني ليس لأني لا أريد بل كوني أخشى عليك كم أعشق قلمي💕 هذا الكتاب يحمل كل ما يخالج خواطري🍁 وأتمنى أن يلق...