خواطر (تابع)

#نحو_المرتفع🌄

نحو المرتفع 🌄

وأنا طفلة كنت أحسب أن الحياة لن تخذلني وأني سأظل أمشي بمحاذاتها لبلوغ ذاك المرتفع، لأجد نفسي كم مرة تركتني وراءها، تسقطني أرضا حتى لا أبلغ ذاك المرتفع، وقد رمقتني بابتسامة ساخرة.
ودون شفقة تتركني، وأنا أعيد نفس الكرٌة دون جدوى إلى أن انطفا كل شيء جميل كنت أهفو إليه و بلغ مني الجهد مبلغه، حتى ما عاد لنفسي التحمل أكثر لأتركها تقودني إلى حيث تريد.

لكن ما لم أتوقعه أن تأتي الآن بوجه آخر وقد غيرت حلتها، وتوشحت بوشاح غير الذي خلته سيلائمني ويشبهني، فتسلب مني حريتي على مرأى مني وبالغصب، لأتساءل وأنا على يقين أن هذه المرة ليست هي من أبعدتني عنها، بل أنا من لم أعرف كيف أحافظ عليها وأدافع عن حقي، لأحيا داخل قفصها وروحي ترنو لحضنها الشاسع، فتظل دوما هي في القمة وأنا في نفس مكاني وقد ابتعد عني المرتفع.

سميا دكالي