الاخيره

71.2K 1.6K 91
                                    


فى وسط النهار كان يترجل من سيارته بهدوء.. لايريد إثارة اى ضجه تجلب له الانتباه.. بعمر لم يفعل ما فعله اليوم... ان يترك العمل ويعود للبيت فى وسط اليوم أمر مستحيل ان يحدث... لكن ماذا يفعل وقد قتله الشوق..ترك عمله وعاد للبيت.

يدخل الان وهو يسير بهدوء.. تنهد براحه بعدما وجد البهو هادئ وخالى من اى شخص.

يحمد الله ان محمد تزوج من تلك المزعجة وسافر لقضاء شهر العسل لو كانت موجودة الان لفضحته بالتأكيد.

ماالمشكله لو أشتاق لزوجته.. تبا للهيبه ولكل شئ... رجل واشتاق لحبيبته مالعيب بها ولما يتخفى.. اخذ نفس عميق مجدداً فهو قد خلق و تربى هكذا لابد و أن يحافظ على ذلك الوضع الذى وضع به.

قلبه يطمئن شيئا فشيئا لقد اقترب من الدرج وسيختفى فى الممر المؤدى للغرف الان..

لكن جاء صوت والدته المصدوم من خلفه مررده :عامر؟!!

زم شفتيه يقضم لسانه ويغمض عينيه... موقف محرج جدا.. ماذا سيقول الان لوالدته.. انه ترك مهامه المتراكمة لأنه اشتاق صغيرته.

رددت مجدداً وهو مازال متسمر على الدرج يعطيها ظهره :عامر.. مش بكلمك يابنى.. ايه الى رجعك بدرى اوى كده؟!

استدار لها شيئاً فشيئاً يبحث عن حجه مقنعه:امى.. ازيك يا امى.

دارت بعنيها فى ملامحه... ابتسمت بخبث.... ابنها.. هى من انجبته وربته... تعلمه أكثر مايعلم هو حاله.

قالت مجدداً تدعى الجهل والسذاجه:جيت بدرى ليه... نسيت حاجة هنا؟

دار بعينه كاللصوص يميناً ويسارا يود شكرها... لقد ألقت له طوق نجاة يلقى عليه كذبة مقنعه فقال :اه.. ااه.. نسيت ورق مهم اووى.

ناهد :اااه ياحبيبي الله يكون فى عونك.. واكيد الورق ده مهم ماينفعش حد غيرك ييجى ياخده عشان كده مابعتش حد من الى شغالين معاك.

عامر :ايوه بالظبط كده يا امى.

ناهد:ااه الله يعينك يا حبيبي.

عامر باستعجال:اللهم امين يا امى. هروح ادور عليه انا بقا.

ناهد :ايوة طبعا روح ياحبيبي.

استدار يغادر فقالت وهى تبتسم بخبث وتشفى:عاااامر المكتب تحت يا ضنايا.

عامر :ها.

رددت مجددا :اكيد عايز تجيب حاجة مهمة من اوضتك.

عامر :ايوه....برافو عليكى يا امى.

ناهد :طب يالا يا حبيبي...روح بسرعه .

استدار سريعا يصعد الدرج.. لولا الملامه لاخذ بيت له وحده هو ومليكته فقط يعبر لها به عن حبه واشتياقه فى اى وقت وباى وضع.

إنصاف القدر(كامله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن