الحلقة الواحد وثلاثين

72K 1.6K 13
                                    

ايام مرت علي الجميع وهى تتبع معه أبشع الطرق.. تثيره وتبتعد.. الا تعلم كم يقتله الشوق كل ليله.

تراه يحترق فى الدقيقة مئه مره وتبتسم بانتصار وتشفى... فرصة عمرها وأتت عند قدميها كى تنتقم لكل تلك السنوات.

كل الايام التى عانت بها منفردة وهو لا يعلم حتى.

اما عند توفيق

فهو يجلس الآن باحد المطاعم الفاخرة... ورغم كونها فاخرة حقا الا انه بصق من فمه اول قطرات تناولها من تلك الشوربة الساخنه.

رفع صوته ينادى على اول نادل مر من أمامه يقول بتقزز:ايه الزفت الى انتو جايبنهولى ده؟

النادى :الشوربة الى حضرتك طلبتها يا فندم.

نوفيق:دى شوربة دى ولا زفت على دماغك ودماغ الى مشغلينك.

زم النادل شفتيه يحاول ابتلاع الإهانة قائلاً بدبلوماسيه:ارجوك يافندم وطى صوتك انت فى مكان محترم.

سياسه الفتى فى الرد جعلت عنجهيته المعتاده فى الضغط على الضعيف تعلو... ضرب مقدمة الطاوله بيده محدثا صوت عالى وقال :محترم... ده مكان محترم ده... انا عايز المدير.. فين مدير المخروبه دى.

جاء صوت أحدهم من الخلف يسير بهدوء ورصانه يرتدى ثياب مهندمه تصرخ بالفخامه يتقدم بتمهل.. على مايبدو كان يتابع الموقف عن بعد فتحدث بكبر قائلا :خير يا فندم.. ايه شكوة سعادتك.

نظر له توفيق واهتز قليلاً من مدى الثراء الواضح عليه... لكنه لن يبالى... رفع صوته مجددا يقول بحده:دى شوربة دى.. ده زفت تقدموه.

ابتسم الرجل يضم شفتيه.. ابتسامة تدل على استيائه من طريقه الحديث وقال :بس احنا هنا مش بنقدم زفت... ممكن سيادتك بكل هدوء تقول شكوتك واحنا نحلها حالا... الزبون دايما على حق ودى قاعده.. بس مايصحش ابدا الزبون يعلى صوته فى مكان مليان ناس بالشكل ده.. حضرتك اتفضل مشكوراً قول ايه المشكله بالظبط وتتحل فوراً.

توفيق :بقولك دى مش شوربة اصلا.. ده مش اكل يتقدم لبنى ادمين انت مابتفهمش.

نظر له الرجل صامتا ثم بإشارة صغيره من يده تقدم ثلاث رجال ضخام الجثة وحملوه يلقونه خارجاً.

كان محمول على اكتافهم يصيح ويصرخ بهياج:انت اتجننت.. انت عارف انا مين.. انا الباشمندس توفيق جاب الله... ده انا هوديك فى ستين داهيه.. اوعوا سيبونى.

فى غضون دقيقة وجد حاله ملقى أرضا بعنف... لا يصدق ما يحدث معه.. لقد عاش كم من الذل والمهانة لم يتعرض لها مسبقاً... بيته كومه قمامه... ثيابه مهمله لا يستطيع تنظيفها.. يحيا على طعام الشوارع... ضعف الكثير من الكيلوجرامات بعدما كانت الحيويه تقفز من وجهه.

شرد قليلاً يتذكر نجلاء وطعامها..

عقله كشريط السينما يسترجع عدة مشاهد متعاقبة.

إنصاف القدر(كامله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن