حلق لحيته الخفيفة وأخذ حماماً سريعاً وأخذ معه إحدى بذلاته الأنيقة وخرج لملاقة جاكلين بعد أن اطمئن أن بينالوبي بخير
كانت تتكور تحت غطاءها ،دبقة في الأسفل مُتعرّقة لكنها أيضاً مُسترخية للغاية ، وكأنها أخذت جلسة تدليك طويلة او ركضت لمسافة طويلة فلم يعد لديها اي طاقة لتحملها ، ومع هذا بدأت تعتاد على هذا الوضع ، فهذه ليست المرة الاولى أو الثانية التي تنتهي الامور بها هكذا
قال ماركوس لها قبل خروجه ، سآتي لاصطحابك عند التاسعة ، أي بعد مرور ساعتين على الحفل ، اكون حينها قد قضيت بعض الوقت مع جاكلين وكريستينا وسيحين موعد تقديمك للباقين أخيراً
سمعت كلماته تلك قبل خروجه لكنها لم ترد عليه بحرف ،ثم أخذت تتصارع مع ( أأذهب أم لا أذهب ؟) في رأسها , وفي النهاية حسمت القرار بعدم الذهاب ، لمَ عساها تذهب لحفلة فتاة مغرورة همها الوحيد هو تقضية الوقت مع ماركوس ؟
لذلك نهضت واستحمت وذهبت للسوق حيث أن هناك شيئاً جديداً تريد تجربته ، وحالما وصلت وجهتها خلعت ثيابها وقالت ( كما هو مرسوم من فضلك )
مرت ثلاث ساعات في متجر الوشوم حيث يقوم رجل خبير برسم الوشم الذي طلبته بي واعتبرته تعبيراً فنّياً عن شخصيتها وحياتها الجديدة
نظرت له في المرآة ، كان ما يزال محمراً قليلاً ، لكنه كان تماماً كما ترغب
خرجت من المتجر سعيدة ،وبينما تتمشى لاحظت أن الفستان الأزرق المخضر اختفى من على الواجهة
ضحكت برضا وقالت : هنيئاً لمن سترتديه
وأكملت مشيها ، لتبدأ اتصالات ماركوس تتوالى عليها منذ الساعة الرابعة ،يريد وبإلحاح قدومها
إلى أن حَلّت الساعة السابعة ،حيث سرقت جاكلين الهاتف من يد ماركوس وطلبت منها المجيىء ،وأنها سترسل سيارة خاصة تُقلها للحفلة
بي تعلم تماماً ما نية تلك الخبيثة ، يغارون منها لأنها أعلى رتبة عسكرية منهم لكنهم دائماً يستغلون فكرة أنها عادية وليست ذات جمال خارق كبقية الفتيات من خيرة بنات الضباط والسلك الأمني ، مع أن نصفهن تجميل والنصف الثاني لأنهن ذوات عرق مختلط ،حيث أن أمهاتهن من بلدان اخرى
لكن بي قبلت التحدي ، وطالما أن جاكلين تحاول إهانتها ،فبي ستدخل الحفلة بكل ثقة حتى لو كانت ترتدي بيجامة النوم
مرّت الساعتين بالفعل ، وجاكلين تشبك ذراعها بذراع ماركوس يتمشيان معاً ويسلمان على الاصدقاء والضيوف
لم يكن ماركوس مرتاحاً تماماً ،لكنه كان يحاول أن يكون لبقاً
وهو يعلم جيداً ان فرق الطبقات الاجتماعية يخلق حساسية مؤذية ، ولأنه ابن طبقة رفيعة فالجميع هنا يحترمونه ويعتبرونه واجهة ...بل قدوة