عندما نظرت بي لوجه ابنها البريئ وهو ميت ،عرفت تماماً ما خسرت ..بي خسرت الكثير ...وكلاهما هي وحبيبها لم يتصورا أن الطفل الذي أتى على غفلة ..سيغادر أيضاً على غفلة ....
توقعا الكثير ...توقعا أن تكون مسؤولية كبيرة ، توقعا أن يتعبا ...توقعا أن يندما على قرار الاحتفاظ به ...وتوقعت بي أن تتدمر علاقتها مع مارك بعد مجيئ الطفل ، لكنهما حتماً وقطعاً لم يتوقعا أن يفقداه بهذه السرعة ...قبل أن يأتي
زالت صدمة بي وراحت تبكي فوق رأس حبيبها الذي مازال حاشراً رأسه في كتفها ،يبكي كما لم يفعل من قبل
لم يرى أحدهم الضابط ماركوس بهذا الشكل يوماً ، فقبلته على رأسه وهمست : ماركوس ...لا تدعهم يروك مكسوراً ...أنت اللواء
ليهمس بدوره من بين شهقاته : بي ...أنا مكسور ،طفلي الأول قد ماتبي عانقته أكثر وقالت : من بين كل حبيباتك اللواتي هجرنك ...كنت أنا التي تذيقك هذا الألم ؟
ماركوس : لا ذنب لك بي ....أنت أيضاً فقدتي ابنك مثلي
عانقت بي ابنها وحبيبها وقالت : انظر إليه ماركوس ....لديه غمازتك ويشبهك أيضاً
ماركوس : لا ...بل إنه يشبهك ، انظري لرسمة عينيه ،إنها عيونك بذاتها
بي : وفمه ،إنه فمي
ابتسم ماركوس وهو ينظر له : أجل وذات الشفاه
بي : دعنا ننم بقربه الليلة ...وغدا....
ماركوس : وغداً ماذا ؟
برمت بي شفتيها وابتلعت بكاءها على مضض وقالت : وغداً ندفنه
فينحني مارك نحو ويقبله بينما يبكي وكذلك فعلت بي للمرة الأخيرة، وبعدها سمحوا لعائلتي الحبيبين الدخول وقد علموا بخبر موت الجنين حالما نزل
كان يوماً حزيناً على جميع من كانوا ينتظرون الطفل ،وبي كانت تحمل نفسها مسؤولية موته
ثم قطعت وعداً على نفسها ألا تعاود ان تكون أماً مجدداً ...خصوصاً في جنازة سوربنت الصغير
حيث وقف ماركوس بالقرب من بي يرتديان الأسود ،وأمامها ضريح صغير فرشاه بالورد ووضعا عليه بعض الألعاب التي كان ينبغي أن يكون بحانبها في غرفته الآن لو كان حياً
احتفظا بصورة له ،وصورة لثلاثتهم معاً عندما كانوا في المشفى وسوربنت بحضنهما ينظران له بعيون باكية
أغلق مارك غرفة طفله بالمفتاح ،بمافيها من أغراض وألعاب وملابس ، وطوى ذكراه للأبد ، ولم يذهب لعمله لأسبوع
وانتشر خبر انكسار اللواء وقلبه المفطور على موت جنينه ....وما أكثر الشامتات بيبينالوبي ...والتي بنظرهن استدرجته لفراشها وجعلت نفسها حاملاً منه كي يتعلق بها لكن طفلها مات ...لتتدمر بذلك مساعيها حسب رأيهن