راحت بي تتمشى في المكان الذي بدا خالياً وفارهاً ،بما فيه من حدائق وبرك وأقواس رخامية بيضاء، ،استنشقت الهواء النظيف وزفرته ببطؤٍ وخاطبت نفسها : هذه الولاية مُنعّمة ، ليست كمدينتنتا التي تفوح منها رائحة الحديد والنار
لو بقيتُ هنا ،كزوجة لسوربنت ،استطيع منح مدينتي مالم يحلموا به يوماً
استطيع الاستفادة من موارد هذا المكان لصالح موطني الأصلي
لكن ...تراهم يستحقون مني هذه التضحية ؟ بعد كل الذي سببوه لي ؟ أفعلت معهم المعروف أو القبيح سيبقون يتكلمون عني بالسوء
وماذا عن ماركوس ؟ ....ماركوس لم يكن أصلاً مناسباً لي ، فتاة عادية مثلي برفقة شاب وسيم مثله أمرٌ غير مقبول أو طبيعي ،يكفي ما قالته الفتيات عني في الحفلة ، لا استطيع توسل الحب مرة أخرى
أما هنا ...فحتى لو لم أكن سعيدة مع سوربنت ، استطيع أن أكون أميرة ،على الأقل سيمتن غيظاً
لكن أهذا حقاً ما اريده من حياتي ؟ أن أغيظ بضعة فتيات مدللات وتافهات ؟ ...لا لا ،أنا أكبر من ذلك بكثير ....ومع هذا أجدهن محقات ، لا يمكن أن يكون لي مستقبل مريح مع ماركوس ، فهو لديه معجبات كثر ،وهو يزداد وسامة يوماً بعد يوم ، وأخاف لو رأيته أن أقع لسحره مجدداً ،معجباته لن يتركننا وشأننا بعدها وسأعيش حياة مرهقة للأصعاب أقضيها في الغيرة
بينما سوربنت سيوفر لي حياة مستقرة ، على وتيرة واحدة ، دون صعود أو هبوط ، وهو أيضا؟ وسيم ولبق
ربما ...علي البقاء هنا ، أم لا ؟
تنظر للسماء وتقول : ماركوس ؟ أين أنت ؟ أخبرني ما قولك ؟
_______________________________________
اقترب سوربنت منها بهدوء بينما هي تتأمل السماء وتغسل روحها بضياء الشمسويحمل في يديه زوجاً من أحذية التزلج ،باللون الخمري الأنيق
قال لها : عمتي مساءً حضرة الضابط الأعلى
بي : الأمير سوربنت ،أهلاً
سوربنت : تبدين جميلة ، لقد اخترته لك بنفسي ، أتمنى أن ينال إعجابك
بي : هذه آخر مرة تفرض عليي أمراً ما ، الفستان أنيق وذوقك مذهل ، لكنني أرغب بتمزيقه حالاً ، اليوم تجبرني أن ارتدي ما تشاء أنت ، غداً آكل كما تشاء وأتحرك كما تشاء وافكر كما تريدني وتفعل بي بعدها ما تراه مناسباً لك ...لا تكرر ذلك من فضلك
ضحك سوربنت واضعاً يده على صدره: أنت قاسية آيها الضابط ،لقد وبختني كما لم يفعل أبي حتى ، ولا مستشاري ولا أعداءي ،لكن انا أعتذر ..هذه آخر مرة ، أعدك
بي : حذاء تزلج ؟! لمن ؟
سوربنت : في حال وضعتني فوق الجليد سوف اترنح كبطة وأقع على وجهي ، إنهما لك بالطبع ، أريد رؤيتك ترقصين على الجليد ....لو تكرمتي