وقفت بي مذهولة من هول ما قاله سوربنت ،وهي تشاهد انعكاسها في صورة تلك الطفلة البريئة التي تختبئ تحت ذراعهتسرعت ضربات قلبها بشدة وبدأت يدها ترتجف وبملامح وجه حزينة : ابنتي ؟ كيف ؟ أنا لم أحملها في أحشائي حتى !
تقع على الأرض وتنظر له ثم لها : مالذي فعلته بي أيضاً ؟
سوربنت نظر لابنتهما وقال : في ذلك اليوم عندما لاحظت أنك تنزفين قبل أن أمارس الحب معك ،عرفت ان هناك خطباً ما ،وعندما احتجتي لقلب جديد ادركت أن أيام حياتك بعدها ستكون معدودة ، أنا لم اتصور يوماً ان تعيشي كل هذه السنين اصلاً فمن يخضع لعملية القلب المفتوح لا يعيش بعدها طويلا ،لكنك كالعادة مليئة بالأسرار والمفاجئات ،لكن حينها خفت ألا استطيع إنجاب طفل مشترك معك
في يوم العملية ، وضعت لك دواء لتحريض الإباضة ، أخذنا تلك البيضة وخصبناها مع سائلي المنوي في مختبر ثم في رحم بديل ، قد تكون سولارا الصغيرة لم تعش في رحمك ولم ترضع حليبك ، لكنها ابنتك ،مئة في المئة ، كما هي كريستين
تتسع عينا بي بصدمة وتقول : أنت وحش ! ،كيف بأمكانك فعل هذا بي ؟ كيف بإمكانك فعل ذلك بكائن بريئ مثلها ؟ واسميتها سولارا ؟
سوربنت : ألم تخبريني أنك لو أنجبتي فتاة ستمسينها سولارا ؟
بي : لقد سرقت طفولتها ، لقد أبعدتها عن والدتها ؟ لمَ سوربنت ؟ لمَ طريقتك في الحب دائماً ملتوية ؟ لمَ كل ما وثقت بك فاجئتني بشيئ بمنتهى البشاعة ؟
سوربنت : أتجدين وجود ابنتنا بمنتهى البشاعة ؟
تنهض وتضربه على ذراعه وهي تبكي : بل إخفاءك هذه الحقيقة عني ما هو بمنتهى البشاعة آيها المسخ ، أنا لم أحملها بين ذراعي ، لم أربت على رأسها ولم أقبلها ولم اعرف بوجودها حتى الآن !
أنا ليس عندي فكرة كيف عاشت وماذا عانت ومن كان بجوارها
ليقول سوربنت : أنا من كنت بجوارها
لتصفعه على وجهه وتقول : اخرس ، لا أريد سماع المزيد ،ثعبان خبيث لا يجد من يلدغ فيلدغ نفسه
سوربنت : أنت دائماً قاسية ومتوحشة حتى بعد أن أصبحتي أماً لثلاثة أطفال ، لو كنت بين يدي لأخضعتك كما ينبغي
لتنظر له بنظرتها المخيفة تلك وتقول : حاولت سابقاً ولم تستطع
لكن هنا في هذه اللحظة تخرج سولارا من تحت جناح والدها وتبدأ بالركض بعيداً
يقف كلا الوالدين عن الشجار وتصرخ بي : سولارا !
ثم تسأل سوربنت : إلى أين تذهب ؟!
سوربنت : إنها لا تعرف المكان
تبدأ الطفلة الصغيرة بالركض وهي تبكي بدون اتجاه ،فهي شهدت كيف يتشاجر والديها البيولوجيان بسبب وجودها وكأنها شيئ غير مرغوب فيه