هدأ القصف عندما بدأت طيارات المدينة الحربية تلحق بطائرات الأعداء وتسقطها على اليابسة قطعاً مبعثرة
مازالت بي تنظر للارض بأسى متذكرة جنينها الذي مات ،فاقترب منها سوربنت ورفع ذقنها بإصبعه والأخرى على بطنها وسألها وهناك شيئ من الحزن على ملامح وجهه التي اعتادت أن تكون باردة : لكن كيف ؟
تشبثت بالطفل الصغير بين يديها أكثر وقالت : في بداية حملي كنت أعاني من سوء تغذية أضعف الطفل وكذلك ...لم أكن أرغب به حقاً ، نزل من رحمي ميتاً
سوربنت : إذاً لا سوربنت صغير على وجه هذه الأرض ؟
هزت رأسها بأسى وقالت : لا ،لا سوربنت غيرك،أسفة
سوربنت : وعلى ماذا تتأسفين ؟ إنها مشيئة القدر ، لكن احرصي في المرة القادمة أن تتغذي جيداً في فترة الحمل
قالت : لن يكون هناك مرة أخرى سوربنت ، لن أصبح أماً مجدداً ، لا أستطيع القيام بهذا الدور
خرجت منه ضحكة خفيفة ولكنها مازالت رزينة وقال : تقولين هذا وهناك طفلٌ بين ذراعيك لم تفلتيه منذ مجيئي ،حاولي اقناعي أكثر آيتها الأميرة
نظرت للطفل وقالت : إنه الناجي الوحيد في تلك المدرسة ، أسعفته فتعلق بي ، مازال خائفاً ، القصف كان سريعاً
سوربنت : لا عليك ، لن يتكرر القصف مجدداً طائراتي هنا وسنساعدكم بالدفاع عن المدينة
بي : مقابل ماذا سوربنت ؟ ماهي شروطك ؟
سوربنت : لا شيئ ، هذا الهجوم الغير معروف قد مر من فوق ولايتي واستباح حرمة سماءنا بكل حرية ،وهذا يعتبر تجاوز مُسفِر بحقي وحق ولاية بايثون ،ثم إن مدينتكم وولايتي حلفاء
لم تقتنع بي فعلياً بكل ما يقوله فنظرت له في عينيه وقالت : سوربنت ..أقصد آيها الأمير ، بعد أن تنتهي المعركة أنا لن أكون قادرة على منحك نفسي ولن اكون قادرة على المجيئ معك ، لا يمكنني دفع ثمن ما تفعله الآن
سوربنت : لا تقلقي ، لم أطالبك بأي شروط ،ثم إنني وجدت أميرة ونحن على وشك الزواج
اتسعت عيناها متفاجئة لكنها كانت راضية بهكذا خبر فقالت : لو كنا في ظروف أفضل كنت عانقتك لكننا في وضع حرب ومع هذا تهانيي القلبية لك
سوربنت : شكراً لك آيتها الأميرة ، والآن دعينا نفهم من وراء هذا الهجوم
بي : إذاً دعنا نذهب للقاعدة ،كي تقابل والدي وبقية الجنرالات
الأمير سوربنت : وماذا عنك ؟
تبتسم وتقول : تسرحت من الخدمة العسكرية أخيراً
الأمير : تهانينا ،لقد كنت محاربة رائعة وستكونين زوجة رائعة كذلك
بي : لم اترك الخدمة العسكرية كي اكون زوجة ، أنا لن اتزوج ماركوس مهما أحببته