وقد حصل ما يخشاه ماركوس ،وجاءت بينالوبي لإنقاذه فعلاً ،وقد حاصرت مع الأمير سوربنت والبقية القلعة التي يتحصن بها ترافيس وجنوده ،ولكن لم يستطع أحدهم التغلب على الآخر حتى ثلاثة أيام متتالية ، ثلاثة أيام من الحصار حيث قضوها يحاولون اختراق دفاعاته القوية وقد اعتادت بينالوبي هكذا مهمات في حياتها السابقة لذلك كان لها اليد المسيطرة ، لكن ترافيس الذي ضغط على كف يده بغضب وجز على أسنانه ،أمر جنوده بقتل ماركوس والذي هو رهينة لديه
ليعود جندي من جنوده إليه ويقول : سيدي ...لقد اختفى !
ليستشيط ترافيس غضباً ويعرف أن ورقته الرابحة قد ضاعت ، لكن هو أمكر من أن يستسلم بسهولة
وبينما بي في الخارج على وشك اقتحام القلعة ، كان ترافيس قد أحضر الجندي الذي كان يحرس ماركوس وألبسه ثياب مثل ثيابه ، وأوقفه في أعلى القلعة وأطلق عليه النار أمام أنظار الجميع ثم رمى به من الأعلى
وعندما شهدت عينا بينالوبي ذلك المشهد ، تمزق حلقها من شدة الصراخ ، بينما تنسكب دموعها بغزارة ، ثم ظهر ترافيس وقال : ها قد فقدتم السبب الذي يدفعكم للبقاء هنا ،لم يعد لديكم ما تقاتلونني من أجله ...عودوا إلى مدينتكم واحموها قبل أن أفعل المثل بها
وقعت الجندية على الأرض على تلك الصخور الخشنة ، لكن سوربنت حملها قبل أن يصلها رصاص الأعداء
ثم تراجعوا قليلاً وقال الأمير لها : علينا أن ننسحب آيتها الضابطة ، لم يعد لنا ما نقاتل من أجله هنا
فكرة أن ماركوس قد مات بهذه السهولة،وأنها فقدته هكذا مكتوفة الأيدي حفرت عميقاً داخل عقلها لدرجة تكاد تصيبها بالجنون
كيف يمكن لمن نحبهم أن يغادروا هكذا بهذه السهولة ؟ دون أن يودعونا حتى ...
وبينما هي في غمرة حزنها ،أصدر ترافيس تهديده مرة أخرى كي يثبت الخوف في قلب الضابطة أكثر فأكثر : إما أن تنسحبوا أو أقوم بفعل المثل بمدينتكم ،وستكونون السبب بموت مزيد من الضحايا
لكن لا موت أو تهديد سينفع مع بي بعد الآن ،خصوصاً بعد أن شاهدت جثة ماركوس يتم قذفها من الأعلى للأسفلوضعت كريستين يدها على كتف بي الاي تحدق بالأرض وقالت : أتريديننا أن نبقى أم ننسحب ؟
قالت بعد أن احمرت عيناها من البكاء : أبي سيهتم بأمر المدينة ....أنا لا اهتم لأمرها بعد الآن ..أريد رأس ترافيس بين يدي والآن
فقال ليونيل: وأخيراً قلتيها
وبدلاً من التراجع تحت تهديد ترافيس ، بي تقدمت للأمام ،للأمام وبقوة هائلة ، واقتحمت الأسوار وتحاوزت الرصاص بمعجزة بينما يدوي أزيزه حولها ، ولم يستطع ترافيس تنفيذ تهديده بضرب المدينة فهو أصلاً قد استنزف طاقته في حصار الثلاث أيام