الفصل الثاني: حروق طويا

2.6K 167 209
                                    

كان طويا كثيرا ما يخرج من المنزل، كل يوم تقريبا، وكلما سألنا أمي عن سبب خروجه كانت تجيبنا أنه يلعب مع أصدقائه، مع أن ذلك كان يزعجنا أنا وفيومي قليلا... إذ أنه يكبر فيومي بسنتين ويكبرني أنا بثلاث سنوات فقط، ومع ذلك يسمح له بالخروج مع أصحابه كل يوم ونحن مرة واحدة في الأسبوع لا غير!

شيء آخر كان يزعجنا، هو أنه في كل مرة كان يخرج فيها للعب مع أصدقائه، كان طويا يعود إلى البيت إما بخدش أو جرح أو حروق طفيفة في جسمه، فتضمد أمي إصاباته بدون حتى أن تسأله من أين أتت وما سببها، وحتى هو لم يكن ينطق بأي كلمة بشأنها، وبما أن تلك الإصابات لم تكن خطيرة فنحن أيضا لا نسأل عنها، فنضحك ونلعب ونتصرف كأن شيئا لم يكن، وقد استمر الأمر كذلك سنوات...

لكن حدث في أحد الأيام، عندما كان عمر طويا تسع سنوات، فيومي سبعا، أنا ستا، شوتو ثلاثا وليامي سنتين، أن عاد إلينا طويا بإصابات من نوع آخر...

خرج طويا للعب مع أصدقائه مجددا، اعتاد أن يعود إلى المنزل قبل حلول موعد العشاء، لكنه هذه المرة تجاوز وقت العشاء وأكثر دون أن يعود إلى المنزل. كانت أمي تعد الدقائق والثواني منتظرة عودته بقلق رهيب، وكنا نحن أيضا قلقين عليه.

ـ فيومي: أمي، تأخر طويا كثيرا.

ـ ناتسو: صحيح.

ـ شوتو: أمي؟ أين طويا؟

ـ أمي: لا أعرف، لا أعرف! أنا قلقة عليه جدا، أين تراه يكون!

ـ فيومي: ألا يمكننا الذهاب للبحث عنه؟

ـ أمي: أنتم كلا، لكني سأذهب إذا لم يعد طويا في الدقائق القادمة.

ـ ليامي: أريد النوم...

ـ أمي: عليكم النوم يا أولاد، اذهبوا إلى أسرتكم الآن ولا تشغلوا بالكم بطويا، ستجدونه بجانبكم في الصباح لذا لا تقلقوا.

أطعنا أمر أمنا وذهبنا إلى غرفنا، وسرعان ما غططنا في نوم عميق...

بعد بضع دقائق، سمع صوت طرق في الباب، فهرولت أمي لفتحه آملة أن يكون الطارق طويا، وقد كان هو بالفعل.

ـ أمي: تأخرت كثيرا! قلقت عليك جدا! أين...

توقفت أمي عن الكلام، لفتت انتباهها يدا طويا... كانتا مغطاتين بحروق فظيعة. انعقد لسان أمي وكاد يغمى عليها، لكنها أدركت أن عليها التصرف بسرعة قبل أن يزداد الوضع سوءا، فأخذت طويا معها إلى المطبخ، لكنها لم تجد دواء مناسبا، فاضطرت إلى الخروج وشرائه آملة أن تجد صيدلية ما لا تزال تعمل رغم تأخر الوقت.

ـ فيومي (بهمس): ناتسو، استيقظ! أظن أن طويا قد عاد.

ـ ناتسو: خمس دقائق أخرى يا أمي أرجوك...

ـ فيومي: ناتسو أنا لست أمي قلت استيقظ!

ـ ناتسو: ماذا هناك؟

ليامي تودوروكي/ أخت شوتو وطويا الصغيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن