الفصل السادس: قوة ليامي الخارقة!

1.9K 141 33
                                    

في اليوم الموالي، نهضنا جميعنا لتناول وجبة الإفطار، الوجبة الوحيدة التي كنا نتناولها مجتمعين، وقد كانت فرصتنا الوحيدة لرؤية شوتو... وإن كان ذلك الإفطار في جو من الصمت والهدوء العارم، إذ لا أحد كان يجرؤ على التكلم خاصة في حضور أبي.

بعد الإفطار ذهبنا إلى المدرسة، فقد انتهت عطلة السبعة أيام التي كنا لا نفعل شيئا فيها غير اللعب والمرح.

أخذ أبي شوتو إلى التدريب مجددا حالما عاد من المدرسة، فكنا نسمع صوت صراخ أبي تارة، وصوت النار والجليد تارة أخرى، وفي بعض الأحيان كنا نسمع حتى صوت بكاء شوتو... دون أن تكون بأيدينا أية حيلة.

كان شوتو يتدرب لساعات كل يوم، يدربه والدي على إتقان التحكم المطلق في قوة ناره وجليده، وعلى أساليب القتال الأساسية، وعلى تنمية قوة تحمله بالجري مدة طويلة وممارسة الرياضات الصعبة بآلات كانت متوفرة في غرفة التدريب، والتي من المفترض أنها صممت للكبار أمثال والدي، وليس للصغار ذوي الأربع سنوات. كانت فرصة راحة شوتو الوحيدة حينما لا يكون أبي في المنزل، في العمل على الأغلب، لكنه مع ذلك كان محروما من اللعب معنا أو حتى التحدث إلينا، كان أبي يقول له دائما أن يتجاهلنا، لأننا نعيش في عالم مختلف عن العالم الذي يدرب هو من أجله شوتو. وشيئا فشيئا تغيرت حتى سلوكات شوتو من الطفل المرح البشوش إلى آلة في يدي والدي يتحكم فيها كيفما يشاء.

كانت أمي تحاول أن تتجاهل ما يحدث وتبتسم في وجهنا في النهار، لكن كلنا كنا نسمع صوت شجارها مع أبي في كل ليلة. ومع مضي الوقت اعتدنا على ذلك الوضع المؤلم، وضاع أملنا في العودة إلى حياتنا السابقة، واستمر الأمر على ذلك النحو لثلاثة أشهر.

كبرت ليامي قليلا، صار عمرها ثلاث سنوات ونصفا، لم تكن راضية هي الأخرى عما يفعله أبي لشوتو، لكن لم يكن بمقدورها فعل شيء مثلنا تماما. وفي أحد أيام مسلسل الجحيم هذا حدث شيء لم يتوقع أحد منا حدوثه على الإطلاق.

كان ذلك اليوم يوم سبت لا مدرسة فيه، مما عنى لشوتو يومين متتاليين من التدريب الشاق مع أبي، استيقظنا وتناولنا وجبة الإفطار مجتمعين في صمت كالمعتاد، ثم انصرف أبي مباشرة لتدريب شوتو مجددا... فبقيت ليامي وحيدة لا تعرف ما تفعل.

اعتادت ليامي على هذا الوضع: الفراغ، فقد تغير الجميع بعد حادثة حصول شوتو على قوته الخارقة. أمي لم تعد سعيدة ومبتسمة كعادتها، بل في أغلب الأوقات حزينة أو شاردة الذهن، هذا في حال لم تشاجر والدي... أبي وشوتو خارج الصورة، وحتى نحن لم نعد أولئك الأطفال المرحين الضحوكين كما كنا، إذ لم يكن يحلو لنا اللعب والاستمتاع بوقتنا بينما آذاننا تطرب بسماع صوت بكاء شوتو وصراخ أبي في وجهه، لكننا مع ذلك كنا نحاول خلق جو مرح ولو قليلا من أجل ليامي، التي تغيرت الدنيا في عينيها فجأة بعد ثلاث سنوات من السعادة.

ليامي تودوروكي/ أخت شوتو وطويا الصغيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن