قضي يومه الروتيني بين الملفات و الاوراق محاولاً الانتهاء من الأعمال الهامة ، بصفته الإدارية و التنفيذية حتى انصرف اغلب الموظفين و بقي قلة محدودة ، تأخر الوقت و لكنه لم يكترث ، رن هاتفه المحمول برقم زوجتة لم يجب علي اتصالاتها في البداية ، فعادة هي تتصل به لمعرفة موعد وصوله ، و لاكن انبئه حدسه بوجود خطب ما حينما أصرت هي علي مهاتفته ، شعر بانقباضه قوية في صدره و بشئ غير مريح يحثه علي الإجابة .
ترك فهد ما في يده ليجيب علي الهاتف قائلاً :
ايوه يا تيا.
تركزت حواسة مع صوتها الأنثوي المردد بارتباك و بكاء محسوس :
الحقني يا فهد .
هنا هب واقفاً من مقعدة الجلدي ليبدو أكثر قلقاً و جدية عن ذي قبل ، ألقي نظرة خاطفة علي ساعة يده ليتأكد من التوقيت ، بالفعل تجاوز موعد عودته للقصر بساعات ، ارتسمت علامات التوتر علي ملامحه و هو يسألها عفوياً :
تيا انتي كويسه ..... تيا ردي عليا .
احس بنبضات قلبه تتسارع ، و بخوف عجيب يتسرب تحت جلدة ليزيد من تلك الحالة الغريبة التي تجتاحه دون تأخير حينما أجابته تيا :
في ناس غريبة في القصر .. شكلهم حرامية بعالي بسرعة .
بصعوبة بالغة و مجهود زائد حاول ضبط اعصابة و انفعالاته كي يتقصي المعلومات منها عما أصابها خاصة أن حديثها كان مبتوراً مخيفاً و ملبكاً للأبدان ، و ما أن انتهي من جمع متعلقاته و هرول ركضاً الي خارج مكتبه و هو يردد بصوت مرتعد :
حبيبتي متخافيش خليكي مستخبيه في مكانك و انا جاي .
اندفع كالمغيب نحو المصعد غير عابئ بمن يرتطم به في طريقة ، تعجب سراج الذي التقاه في الرواق من حالته العجيبة فسأله بفضول :
فهد هو ....
قاطعه ملوحاً بذراعيه و بدون أن ينظر إليه :
بعدين نتكلم انا مش فاضي دلوقتي .
توقف سراج عن السير لينظر له بغرابة ، حتي اختفي داخل المصعد ، هز كتفيه و يردد لنفسه :
هو ماله ...
...........................................................................
كانت تيا تنظر بين الحين والآخر من اسفل عقب الباب . ارتدت للخلف عندما رأت اقدام تقف أمام الباب . شعرت بنبضات قلبها تتسارع من شدة الخوف . ولاكن و ضعت يدها علي فمها لتكتم شهقتها عندما تذكرت أن المدبرة هند موجودة بالاسفل في المطبخ غمغمت بنبرة راجية :
يارب ميكونوش شافوها .
استندت بمرفقيها علي الأرضية ثم نهضت عنها . امسكت بطرف الطاولة الصغيرة و لاكن بدون قصد سقطت مزهرية من الزجاج علي الأرض .
أنت تقرأ
ما بعد الجفاء _ كاملة ✅
Romanceتزوجها وهو لا يحبها فهو تزوجها بسبب جده هو من طلب منه الزواج وعندما كان جده في شركه النويري كانت هي أيضاً ذاهبه لرؤيه والدها عندما رأها جده عرف أن هذه الفتاه هي من ستكون زوجه لحفيده ولاكن هو لا يرآها كان يتجاهلها دائماً وكأنها غير مرئية أمامه هل الق...