١

1.2K 18 0
                                    


قصة نافخ الكير قصة  تستحق الحفاوة والتقدير يحكيها احد شباب امدرمان
وقد استرسل فيها وحكاها ببراعة تامة .. عن نفسه وحياته وعلاقاته .. فيها من العبر مايجبرك على المتابعة والخروج منها بأفكار جديدة ..
انا غيرت الاسماء والاماكن .. وفعلت فيها  ما افعله دوما من التصوير الخيالي  بطريقة سهلة .في السرد الشيق ان شاء الله ...
والان نسلمه القلم ليكتب لنا ..
قال هذا الشاب .. انا اسمي محمد احمد عبد الرحمن . ساكن في صالحة جنوب ام درمان .. حي اسمه الجامعة ناجح في حياتي غير اني مابعرف انتقي الاصدقاء واصحابي البقع فيهم كلهم مصايب .. احتمال يكون لانه الشر فعلا كتر في المجتمع ومن الصعب تلقى ليك صاحب يكون مفخرة الاصدقاء .. انا دايما بقول من المفترض انو الصاحب الكويس يغير الاصحاب السئين.. لكن دايما بحصل العكس .. الزول يكون كويس وسلوكياته طيبة .. يصاحب ليهو واحد سجم كم يوم كدا ..يبقى سجم زيه ..
والحكاية دي طبعا ليها اسبابها .. اولا طبعا الصاحب السئ عنده معاون.. وهو الشيطان ..فلمن يتفق معاهو الشيطان على المسكين ده.. بغيروه من صفاته.. ويبقى عبارة عن مسخ ونسخة من صاحبو الوهم ده ..
والحاجة التانية.. دايما الاستقامة صعبة ..واتباع الهوى لذيذ ..فلما يتفقو عليك الصديق والشيطان والهوى.. بتروح فيها الا ربنا يتولاك برحمته ,,
عشان كدا دايما الناس بوصو اولادهم ..مايباري الاولاد الماكويسين..
المهم انا كنت زول كويس وطبيعي ..صلواتي الخمس في مواعيدها.. يعني مابقول مواظب على الصلاة في المسجد ..لكن ماكنت بفوت وقت من الاوقات ..
حياتي الخاصة  كالاتي   ..
ساكن صالحة زي ماذكرت ليكم  ..في بيت الوالد . بيت متواضع يعني ماطوابق ولافيلا  .. لكن يعني بقوى العين .. عندي تلات اخوان.. اتنين اكبر مني ..واحد اصغر مني ..وماعندنا اخت ..
انا كنت شغال مكانيكي متخصص متسوبيشي.. اشتغلت في الاول مع ماكنيكي اسمو التوم.. في المنطقة الصناعية الخرطوم ..لغاية مابقيت معلم وعملت لي ورشة في المنطقة الصناعية امدرمان .. وشغال في امان الله الحمد لله ..
لكن زول مبذر ومسرف ..ماقادر اوفر لي قرش .. لكن يعني بس الشي المفيد اني بصرف على ناس البيت
عمر اخوي في السعودية برسل لي ناس البيت.. وانا برضو مساهم في مصارف البيت ..
وانا طبعا كوني موجود في البلد ..اغلبية المصاريف علي انا.. لانه في حوجات بتحصل لناس البيت ..فما بلقو زول غيري ..
اخوي الاصغر من عمر ..واكبر مني اسمو الصادق ..وزول عاطل وبحب الراحة وقدر ماحنستو يشغل معاي رافض .. كل مرة طالع لي بعذر.. وبقول شنو ؟ .. بفتش لي لي شغل ..
والحقيقة ماقاعد يفتش..  ولمن يلقى ليهو قروش.. يشتري كيس الصعوط تاني ماداير حاجة .. وبشحد من امي .. وامي مابتقول ليهو عينك في راسك ..
..بالاختصار انا مضغوط في الشغل ..وما مستفيد من قروشي عشان اعمل لي حاجة لمستقبلي .. وما قاعد اوفر ..
لكن نفسيا مرتاح ..كونو ما مخلي امي وابوي يحتاجو لزول ..وساترين حالنا ..
ده الحال كان ساير كدا .. تمام؟
اها  بعد فترة عمر اخوي قال لي عايزك تشتري لي عربية.. لمن اجي الاجازة اتحرك بيها ..
قلت ليهو مافي مشكلة.. لكن تسمح لي اشتغل  بيها ولقط بيها مصاريف لناس البيت . يعني اجرة وما اجرة كدا رايك شنو؟؟
قال لي يازول مافي مشكلة..  انت اصلا مكانيكي .. والزول مابخاف على العربية منك .. قلت ليهو ماتشيل هم من الناحية دي ..
المهم باختصار اشتريت عربية متسوبيشسي لانسر ..وبقدرة قادر بقت عندي عربية ..
حتى لو ماحقتي ..لكن مافي زول عارف انها حقة اخوي ..غير ناس البيت .. وبتجدع بيها ..واركب فيها اصحابي ..ونطلع في الامسيات نصيع في المحلات.. الكنا  بي مواصلات بنكسل منها ..
وبالكلام عن اصحابي.. اقرب اصحاب لي تلاته.. عمار و وعابد ويس .. احفظو الاسماء دي كويس ..لانهم بستمرو معانا في القصة ..  
اول يوم اشتريت العربية.. اتصلت عليهم التلاتة واحد واحد .. قلت ليهم الليلة عازمكم سمك في الموردة ..
ومافي مواصلات ولاموتر تشدوهو من زول ..تقابلوني التلاتة في الحتة الفلانية .. تركبو معاي في عربيتي .. وبقولها بدون خجل عربيتي !!
طبعا هم ماكانو مصدقين وبقو يتريقو علي .. ومفتكريني بكذب عليهم او عايز اعمل ليهم مقلب .. لكن برضو جو التلاتة في مكان الميعاد ..
هم طبعا في المواعيد دي مابتغلبو ..
المهم اتلاقينا ..ومشينا اتعشينا ..واتونسنا فضل خيركم..
والناس كانوا فرحانين بالعربية.. التقول العربية حقتهم ..
اصحابي التلاتة ديل ياجماعة .. مشتركين في صفات معينة .. قلوبهم سليمة وماعندهم حسد ..ولاحقد.. وناس بتاعين مواقف يعني بقيفو معاك في الحارة والباردة ..
(لكن هل هذا يكفي ) ؟؟؟
السؤال الفات ده .. اهم موضوع في الرواية ..
اصحابي ديل ياجماعة مع انهم رجال مواقف ..وقلوبهم طيبة .. بس لابصلوا ولابصوموا ..وسجاير وتمباك وبنقو  وخمره وفوضى وبنات وقلة ادب . مع اني انا ولاحاجة من ديل ماعندي ..ولابعملوها قدامي ..
وانا حكيت القصة دي مخصوص عشان في مفهوم غلط في اذهان الناس انو الصديق لازم يكون زول نقي من جواهو وصاحب مواقف ..
وبقول ليك علاقتو مع ربه بطريقتو .. ومابتهمني مادام هو معاي كويس ..
يعني غالبية الناس مابلتفتوا للجوانب التانية المهمة في الصديق .. وهي الالتزام باوامر الله ..والبعد عن الجرائم والذنوب والفجور ..
انا بعتقد انو الصديق اذا كان بهذه الصفات السيئة ..ح يضرك بطريقة ما او باخرى ..
لان الرسول صلى الله عليه وسلم قال  ذلك المعنى بالضبط ..
فعن أَبي موسى الأَشعَرِيِّ أَن النَّبِيَّ ? قَالَ: إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً متفقٌ عَلَيهِ.
يعني الزول الشايل الريحة.. يا اما يديك منها تتعطر.. او تشتري منه..  او على الاقل تشم الريحة الطيبة .. وده مثل لصاحب الخير ..
والحداد البنفخ في الكير.. والكير هو اداة من جلد.. تستخدم لنفخ النار .. اها ده يا اما حرق هدومك بالشرار البتطاير من النار المنفوخة دي . او طلعت منه بريحة الدخان والعفن ..
بالضبط ده صاحب السوء 
فيا جماعة ح تشوفو كيف الحديث ده بتطبق بحذافيره في القصة دي ..
اليوم المشينا العشاء في الموردة .. ونحن بنأكل حاولت ارمي ليهم الكلام .. بديت اتكلم ليهم عن الموت.. وكيف الموت بقى يشيل الناس بطريقة غريبة ومفاجأة .. واتكلمت ليهم عن الناس البنعرفهم وماتو شباب في عمر الزهور .. بدون اي امراض .. الموت بقى يجي هاجم لاحركة ولاكشيشة ..
نت عايز اتدرج معاهم عشان شوية اهديهم من الشي البسوو فيهو لانهم والله رجال مايستاهلو الخمالة ..
شوف الرد الغريب على كلامي ..صاحبي الاسمو عابد قال لي يامحمد ياخ خلينا الناكل مرتاحين ماتجيب لينا  نفسيات و احباط .. شنو الشغال لينا الموت الموت ..
المهم انا بلعت كلامي وسكت وفي النهاية خشيت معاهم في الونسة والنكت واخبار البنات .. وطبعا اي واحد فيهم عنده خمس او ستة حبيبات ..
وحكمة الله انا كلهن بعرفهن .. يعني مابينا اسرار ..
النا وقمنا مشينا وكلامي شالو السيل ..
في يوم من ذات الايام .. من الصباح واليوم كان يوم جمعة واليوم داك طبعا انا ماشغال ..بعد صليت الفجر نمت نومة سمحة خلاص ..
اها صحتني سعاد امي الله يبارك في ايامها..
قالت لي قوم يامحمد .تلفونك ده من الصباح شغال بضرب وانت نايم مابتسمع فيهو التقول واقع ليك في بير ..قوم علي حيلك الساعة 9 جات ..
قمت علي حيلي.. اتمغى وافتح في يعيوني بالجلالة ..
عاينت للتلفون لقيتو ده عمار صاحبي .. اتصل اظنو 11 مرة ياربي ده مالو ماتكون جاته كارثة .. اصلو مابجي من وراهو خير ..
المهم رجعت ليهو .. الو يا عمار مالك يابشر بدقدق ..
قال لي انت مابترد مالك والله كرهتني ذاتو ماترفع الزفت ده ياخ ..
قلت ليهو كنت نايم تنوم في في المقابر .. اها قول ..مالك؟
قال طيب نجي للمفيد ياحجر ..
ياخي عندي صاحبي في الكلاكلة اسمو محمد نجم الدين.. زول اصلي لدرجة ماتتخيلا .. ووالله انا نفسي تتعرف عليهو ياخ ..
قلت ليهو عمار عليك الله تعال من الاخر ..
قال لي والله الزول ده عنده اخوهو جاء من السعودية .. كان في السعودية ليهو 14 سنة.. والناس ديل فرحانين بيهو فرحة شديدة خلاص.. اها قالو الليلة عاملين ليهو كرامة
وصاحبي ده قال لي لازم تجي تتغدا معانا .. وانا قلت ليهو مابقدر اجيك براي الا يجي معاي صاحبي محمد احمد ..
قام قال لي لازم تجيب معاك صاحبك ده.. اتعرف عليهو ويتغدا معانا.. ويبقى بينا ملح وملاح ..
فشنو يامحمد الزول ده عايز يتعرف عليك اصلا..
عليك الله ماتخذلني وتكسر بخاطري
قلت ليهو افو ياعمار ..انا اخوك انت.. والله مابخذلك .. انا عارفك داير تصل بالعربية .. لكن بسيطة هههه .. بعد الصلاة مباشرة نقوم نمشي اوصلك لصاحبك واتعرف عليهو ..
وانا ماعارف المشية لصاحبو دي ح تبقى لي ندامة ليوم الدين ..
الى اللقاء ..

نافخ الكير .. طارق اللبيب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن