الفصل التاسع عشر (زوجته)

151 2 0
                                    

في مخفر الشرطه
لم يجد زين مفر من هذا المأزق الذي وضعته به محبوبته سوى ان يقول انها زوجته
حدث الضابط قائلاً:
_طب يا فندم انا هقولك على الحكايه كلها المدام تبقى مراتي وحصل بينل سوء تفاهم بسيط كده والواضح انها مش ناويه تسامحني
جحظت عيناها وشعرت بأن قلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها وهي تسمع انها زوجته
كيف؟
ومتى؟
واين؟
كل هذا يدور بداخلها واندفعت قائله بغضب وصراخ:
_مدام ايه؟! مرات مين حضرتك متصدقهوش انا مش مراته ولا حاجه ده بيكدب انا مش متجوزه اصلاً
تدخل الضابط وهو يحاول تهدئه الوضع والسيطره على اعصابه التي بدأت ان تتلف:
_طب ممكن اشوف القسيمه
تحدث زين بثقه وبرود:
_طبعاً بس تسمحلي ابعت حد يجيبها من البيت
سمح له الضابط بنصف ساعه وبالفعل اتصل بشقيقه فارس وامره ان يحضرها اليه ومازالت نور لا تستوعب ما يحدث لقد كان منذ بضع ساعات مجرد صديق بالنسبه لها ولكنها لا تدري انها بالنسبه له حلم صعب ان يتحقق
تحدثت اخيراً وهي تطلب حضور اخيها لعله يعرف ما حدث ولكن تم قبول طلبها بالرفض لأن وجوده ليس له داعٍ

في الخارج
كان قد أتي فارس ومعه القسيمه وخلفه ماسه وحياة وزياد
ظلت حباة واقفه بجوار ماسه وهي تنظر إلى تيم بقليل من الخوف
احترق تيم من الغيره عندما وجد زياد يهمس بأذنها بعبارات تطمئنها
حاول ان يتمالك اعصابه وذهب اليها وامسكها من يدها بقليل من العنف وهو يضغط على اسنانه ويقول:
_ايه يا حياة بقالك كتير مشفتنيش يعني موحشتكيش ولا ايه
همست حياة بالقرب منه:
_لا موحشتنيش وانت بالنسبه لي غريب معرفكش اوعى تكون مصدق نفسك انك اخويا بجد انا ماليش اخوات غير نور وحازم لكن انت متحسبش نفسك معاهم
قطع حديثهم خروج نور وخلفها زين ومحاميه وكان وجهها شاحب كالموتى شعورها بالخذلان وحبها لزين الذي تحول لكره شديد
ركضت اليها حياة واحتضنتها قائله:
_نور... وحشتيني اوي انا عارفه ان انا غلطت بس انا هحكيلك وتسامحيني لما نرجع بيتنا يلا يا نور انا خلاص سامحتك وهرجع معاكي مكنتش زعلانه منك اصلاً
ضمها زين وهي كانت كالدميه وقال لحياة بجديه شديده:
_معلش يا حياة مره تانيه عشان دلوقتي نور هتروح معايا
اشتعل غضب تيم وهو يقول:
_تيجي معاك فين انت اتجننت
ابتسم زين قائلا:
_طبعاً هتيجي معايا وهي مكانها هيكون فين غير معايا وهي مراتي
امسك به تيم من تلابيب قميصه وهو يقول بغضب عارم:
_مرات مين انت اتجننت
تدخل الجميع لفض النزاع الناشب
و اخذت ماسه نور بعيداً قليلاً عنهم وهي تحدثها بعدم تصديق:
_نور انتي سامعاني يا حبيبتي احكيلي ايه اللي حصل ايه اللي وصلكم للقسم واتجوزتو ازاي
ابتعدت عنها نور بضيق وهي تقول:
_مش وقته يا ماسه بعدين هحكيلك لحد ما اشوف هنيل ايه في المصيبه ديه
اقتربت منها حياة مره اخرى:
_انتي بجد هتروحي معاه وتسيبيني
احتضنتها نور قائله:
_اكيد لا عمري ما هسيبك وهروح معاكي طبعاً وهنرجع بيتنا انا وانتي

حاول الجميع ان يفضو الخلاف وقد تم ذلك بنجاح
حاول زين ان يأخذ نور معه في سيارته لكنها أبت ان تركب معه
_والله شكراً مش محتاجه انك توصلني عندي عربيه واوعى تكون صدقت الفيلم اللي انت عملته جوه ده انا مش مراتك ولا هكون مراتك ولو كان قدامك فرصه واحده بس اني احبك انت محيتها واتفضل امشي مش عايزه اشوفك انت او حد من عيلتك قريب مني او من اختي كفايه المشاكل اللي حصلتلنا بسببكم
امسكها من زراعها ولم يأبى بحديثها وحتى لم يأبى بصراخ شقيقها عليه ولا صراخها وانتقل الى الباب الاخر وركب سيارته وانطلق بها نحو منزله
وركب الاخرون سياراتهم وانطلقو خلفه

في سيارة زين
كانت نور تصرخ به وهي تتسأل كيف اصبحت زوجته
لكنه اجاب قائلاً:
_عندي شرط عشان اقولك هتسمعيه ولا متكلمش خالص وبرضو هنفذ اللي في دماغي
كانت تود ان نصرخ من شدة غيظها كيف له ان يكون بهذا البرود وهي قلبها يحترق بداخله ولكنها حاولت التحدث بهدوء نسبياً:
_اتفضل اتكلم وقول اللي انت عايزه
_اول لما اقول اي حاجه متعترضيش
اعترضت قائله:
_لا طبعاً انا مش عبده اشتريتها
كانو قد وصلو قبل الجميع فقرص هو وجنتها قائلاً:
_اهو بدأتي تعترضي.. خلاص خليكي على راحتك انا مش هقولك حاجه وبرضو هنفذ اللي انا عايزه
شعرت نور برغبه كبيره في البكاء فهي تشعر انها تغرق ولا يوجد طريقه للنجاه نعم هي معجبه به ولكنها ليست متاكده من مشاعرها وليست مستعده لخطوه مهمه في حياتها كالزواج هي بالاساس لم تكن تريد ان تتزوج فكان كل تركيزها بالعمل وشقيقتها فقط وكانت سعيده للغايه بحياتها البسيطه ولا تسمح لأي رجل بدخول حياتها فكيف لهذا ان يأتي بين يوم وليله ليخبرها انها زوجته
تحدثت نور لتخبره بأنها تريد الذهاب لمنزلها فقط لجلب بعض الملابس لها
فرد عليها قائلاً:
_تمام لما ارجع من الشغل هعدي عليكي اخدك
عقبت بتوتر طفيف:
_لا خلاص عادي ممكن انا لما ارجع من الشغل اروح اجيب بس انا دلوقتي محتاجه اروح عشان اغير هدومي عشان اطلع على الشغل عشان ورايا حاجات كتير اوي
_تمام هوصلك بيتك وهستناكي عشان اوصلك الشركه وارجع اخدك لما تخلصي
ردت عليه بنفس توترها:
_لا ما خلاص انا قولت مش هروح الشغل انهارده انا تعبت وعايزه انام فهطلع انام
كانو قد وصلو امام منزله وقام احد الحراس بفتح الباب الرئيسي
دلف بها نحو المنزل مستغلاً انشغال شقيقها بمحاولة إصلاح علاقته ب حياة
صعد بها نحو غرفته وهي كانت تحاول التفكير في حل للخروج من هذا المأزق
دلفو لغرفته فلم يكن هناك احداً بالمنزل وهذا ساعده كثيراً
وما ان دخلو الي الغرفه واغلق الباب خلفه حتى ضربته بالمزهريه الزجاجيه في رأسه التفت اليها ونظر اليها فأنكمشت في خوف في نفسها من ان يفعل بها شيئ ولكنه فقد الوعي امسكت به سريعاً حتى لا يرتطم بالارض
وقالت متألمه:
_اهه تقيل اوي
وصلت به إلى فراشه والقت به فوقه وعدلت وضعيته وخرجت سريعاً من منزله متجهه نحو منزلها وحمدت ربها انها لم تجد اخوتها بالمنزل لا تهتم اين ذهبو ولكنها يجب ان تنتهي سريعاً
اخدت اموال تكفيها لفتره وجيزه واخدت الكارت البنكي وايضا الكثير والكثير من ملابسها فكادت الخزانه ان تكون فارغه ومتعلقاتها الشخصيه وكتبت رساله إلى اشقائها وخرجت من المنزل في وجهه لا يعرفها أحد ولا حتى هي
وعلى النقيض الأخر كان تيم يحاول ان يعيد زوجته اولاً فقد منعه جاسر من الذهاب لمنزل نور ومن بعدها كان سيصطحب حياة لمنزل والدها لجلب ملابسها والذهاب نحو العيش معه في منزله هكذا قرر لكنه لا يدري ان قراراته هذه لن تنفذ
_________________________
Selamlar /Mallak Mahmoud

نور الزين(قيد الكتابه) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن