الفصل العشرون (شقيقتها)

137 3 0
                                    

خرجت من منزلها وهي لا تعلم وجهتها ركبت إحدى سيارات الاجرى فهي بالتأكيد لن تأخذ سيارتها حتى لا يعلم احد مكانها
فكرت في منزل جدها القديم للغايه والذي كان بأحد الأحياء الشعبيه او كما تسمى "الحواري" لكنها لا تملك مفتاحه لانه ضاع منذ زمن بعيد ولم يهتم احد لهذا المنزل ولم تفكر ان تحتفظ بالمفتاح
قررت الذهاب اليه والاستعانه بأحد كي يقوم بفتح الباب
وعلى الجانب الاخر استفاق زين من اغمائه وبحث عنها بالمنزل ولكنه لم يجدها وايضا لم يجد احداً بالمنزل لم يعرف سر اختفاء اهل المنزل ولا يهتم بأن يعرف فكل ما يهمه الان هو أن يذهب لمنزل عائلتها ولكنه قرر ان يعينها بضع ساعات تجلس مع شقيقتها وايضا يقوم بترتيب حديثه الذي يعتقد انه سيبني عليه حياتهم في هذه اللحظه دلفت شقيقته فريده للغرفة وشهقت قائله:
-ايه الدم اللي في دماغك ده مين عمل فيك كده؟
مراتك فين انا جايه عشان اشوفها ....ماما هتطق منك خد بالك وحالفه ما تدخلك بيتها تاني وقالت إنها ملهاش ولاد غير زياد وفارس وكان ناقصلها شويه و...
قاطعها قائلاً بإنزعاج وهو يحك رأسه بسبب هذه الآم الذي تداهمه منذ أن استيقظ :
_ابلعي لسانك شويه انا مش ناقصك روحي شوفي انتى رايحه فين يلا
اقتربت منه قائله بخفوت:
_طب قولي فين بابا انا رجعت مالقيتش حد
رد عليها:
_كنت نايم واصلا لما رجعت ملقتش حد انا كمان كلميهم واسألهم ومشوفش وشك تاني
خرجت من الغرفه ونهض هو وذهب المرحاض الملحق بغرفته وهو بحاول تنظيف جرحه
مرت ثلاثة أشهر والجميع يبحث عنها حدث الكثير في هذه الاشهر فقد عانت حياة من وحدتها بعد فقدانها المؤقت لشقيقتها حتى انها قررت الا تلتحق بالكليه هذا العام وتؤجله للعام المقبل اما زبن يبحث عنها كالمجنون اشتاق اليها كثيراً لا يعلم لما قصة حبهم معقده لهذه الدرجه ماذا كان سيحدث لو كانو عاشوا حياتهم كأي اثنين يحبو بعضهم اما تيم فقد بحث كثيراً وكثيراً ولم يمل يوماً بل انه كان يسابق الزمن كي يجدها قبل زين
واخيرا ماسه هذه الماسه المشرقه انطفأت لمعتها طلبت اجازه مفتوحه من عملها حتى تكون جوار حياة وتواسيها هكذا ظنت ولكنها تأكدت انها بحاجه لمن يواسيها اولاً
وعاصم وزوجته قررو العوده إلى بلدهم الآم فليس لهم مكان في هذه البلاد وسليمان اخد توأميه وسافر بهم إلى احد الدول الاوروبيه كي يكملو تعليمهم الجامعي وبالطبع لم يترك زوجته
جلس بجوار شقيقته المتكومه على سريرها وربت على خصلاتها بحنان وهو يقول بصوت متحشرج
_انا عارف انك متأثره واحنا كلنا متأثرين بس هترجع كلنا عارفين انها هترجع تاني عشانك عشان عارفه انك متقدريش تعيشي من غيرها
رفعت نظرها اليه وهي تقول:
_بس هي قدرت تعيش من غيري بدليل انها بقالها اكتر من تلات شهور مش بتسأل عليا انا مليش ذنب في اللي حصل والله انا مكنتش اعرف ان هو جوزها انا عارفه اني بضايقها كتير بس انا معرفش اعيش منغيرها

خرجت حياة من سيارتها الذي يقودها سائقها وهي وهي تضع نظارتها الشمسيه تخفي بها دموعها عن الجميع
تقدمت لداخل شركة زين بخطواتها التي حاولت أن تكون واثقه
وقفت أمام مكتب مساعدته قائله:
_زين بيه موجود
ردت عليها بعمليه شديده:
_فيه معاد سابق
اجابتها حياة:
_قوليله حياة العمري
انتظرت دقائق ودخلت اليه فقال متعجباً :
_مكنتش اتوقع انك هتخرجي وتجيلي انا بالذات
كان يقول هذا لأنه يعلم حالتها في الأيام السابقه وكان هو احد الذين حاولو أن يخرجوها من أحزانها ولكنها أبت أن تطمئن إلا في وجود شقيقتها
تحدثت حياة بنبره متحشرجه :
_من يوم ما فوقت من الحادثه وانا لقيتك انت جنب نور كنت دايماً بتساعدها في شغل وفي أوراق وحاجات انا مفهمش فيها وكنت ونعم الأخ ليا وكنت واثقه انك هتكون نعم الزوج ليها انا مش عايزه اعرف ايه اللي حصل بينكم لان ده ميخصنيش بس اللي يخصني اختي واللي يا عالم حصلها ايه انا مهماً احكيلك علاقتي بنور عامله ازاي انت مش هتفهمني نور مش مجرد اختي هي امي واختي وصاحبتي وكل حياتي انا مش عارفه بقولك الكلام ده ليه بس انا عايزاها انت مش متخيل احنا خسرنا اد ايه في التلات شهور دول خسارتنا المعنويه اكتر من خسارتنا الماديه احنا قربنا نفلس نور كانت فاكره انها ولا حاجه بس طلعت كل حاجه في حياتنا ارجوك زي ما كان اللي حصل بينكم هو اللي خلاها تختفي حاول ترجعهالي لو بتحبها بجد رجعها معايا وجمبي انا محتاجاها اوي
تلاحقت أنفاسه بصوره سريعه وهو يقول:
_انا مازلت اخوكي يا حياة انا هلاقيها متخافيش انا بس سايبها تطلع كل زعلها ومتقلقيش يا حياة انا هتاخد أمور شركتكم بنفسي ووعد مني زي انهارده بعد شهر بالضبط في نفس الوقت ده اختك هتكون جمبك ومعاكي
شهر آخر لالا بالتأكيد لن تتحمل أرادت الانهيار أمامه مجدداً ولكنها لا تريد أن تجعله يشعر بالشفقه عليها فتحدثت بصوت متحشرج:
_تمام هستأذن انا انا اسفه إذا كنت ازعجتك
نهضت متجهه نحو الباب ولكن دخل زياد المكتب وهو يتعجب من وجودها فتخطته وأكملت سيرها فأشار زين لشقيقه أن يلحق بها سريعاً وبالفعل لحق بها زياد سريعاً وسحبها نحو مكتبه ةاغلق الباب خلفه انكمشت في نفسها بخوف منه عقد حاجبيه بضيق منها قائلاً :
_خايفه مني يا حياة
أجابت بصوت مرتعش :
_ل لا هخاف ليه انا عايزه امشي تيم ميعرفش اني خرجت وانا مش عايزه مشاكل معاه كفايه اللي بيحصل
اقترب منها فتراجعت اكثر
_مش بتردي على موبايلك ليه
_تيم ....تيم علطول في البيت مش بعرف ارد منه و وكمان انا لوحدي معاه بخاف يعملي حاجه محدش هيلحقني
كانت تريد الخروج ولكن وضع يده على الباب يمنعها فقالت :
_زياد ارجوك خليني امشي قبل ما يرجع انا مش عايزاه يعرف اني خرجت
_حياة تعالي نقعد عايز اكلمك في شوية حاجات
_لا بلاش دلوقتي ارجوك انا لازم ارجع والنبي انا هفتح موبايلي بليل واكلمك بس سيبني امشي دلوقتي عشان خاطري والنبي
تركها تخرج واسرعت هي تخرج من البنايه بأكملها وتأمر سائقها أن يعيدها للمنزل

آلم ...استيقظت على هذا الآلم بمعدتها لم تستطيع أن تتجاهله اليوم كباقي الأيام فهو اليوم أشد كثيرا حاولت أن تقف على قدميها تستمع للطرق على الباب ف لا أحد يعلم انها تسكن هنا حاولت النهوض ولكنها لم تستطيع من شدة الآلم
واخيراً استطاعت أن تنهض من فوق الفراش البالي
اتجهت نحو الباب ووجدت إحدى جارتها الجدد
اغلقت الباب مره أخرى بوجهها فهي لا تتحمل ثرثرتها في الصباح هي لا تتحمل الآمها اتجهت نحو أقرب مقعد وارتمت عليه بألم
امتدت يدها إلى هاتفها الذي يرن فهي فتحته منذ يوم واحد فقط وجدت زين هو المتصل لم تجيب عليه وأطلقت الهاتف مره أخرى
شعرت أن الآلم يختفي تدريجيا فنهضت نحو المطبخ لتعرف ما الناقص به
نظرت إلى ملابسها ووجدت انها تناسبها للنزول فهي كانت ترتدي فستان صيفي قصير

على الجانب الآخر كان زين يعلم مكانها فأتجه اليها كي يخبرها أن شقيقتها على وشك الانهيار بسبب ما تفعله بها

اما ماسه فكانت جالسه في منزلها وحيده مكتئبه شارده قلقه من أن يكون اصاب صديقتها مكروه
سمعت صوت دق على باب منزلها فأتجهت اليه كي تفتحه فوجدت المتوقع فارس يقف أمامها فتحدث بنبره مرحه قليلاً :
_مش معقول موحشتكيش يعني
ابتسمت ابتسامه خفيفه وهي تقول بخجل:
_كان نفسي اقولك اتفضل بس قاعده لوحدي مينفعش تدخل
_عارف وانا مش هطول انا جاي اقولك اني هعدي عليكي بكره نروح الشغل مع بعض يلا باي
______________________________
رأيكم؟!
توقعاتكم؟!

نور الزين(قيد الكتابه) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن