الفصل الرابع

827 27 0
                                    



الفصل الرابع

لا تذكر زين متى بدأت السماء تمطر بالضبط ....
هي لا تعرف حتى كم مر من الزمن وهي محتجزة داخل السيارة المرفهة ... ذات المقاعد المكسوة بالجلد .. إلى جانبها خلف عجلة القيادة يجلس الرجل الذي اكتشفت منذ أقل من ساعة بأنه والدها ...
لم تكن قادرة على النظر إليه ... كانت مستنزفة تماما بالخوف والذعر والإحساس الجديد والغريب عنها باليتم .. منذ واجهتها والدتها في الحقيقة ..
كانت مرهقة بالدموع التي ذرفتها وهي تبكي مذعورة متوسلة والدتها أن تتوقف عن رمي أغراضها في كيس بلاستيكي بشكل عشوائي بل وهستيري أيضا .. وكأنها لا تكاد تطيق صبرا حتى ترميها خارج بيتها وحياتها .. بينما ظلت كل من ربا ودلال واقفتين مكانهما وقد أخرستهما الصدمة .. عاجزتين عن الإتيان بأي حركة أو كلمة .. في حين ظل الرجل الغريب ... والدها ... واقفا في الصالة منتظرا ... وقد جمدت ملامح وجهه الشاحب تماما فما عادت مقروءة ...
لم تكن قادرة على النظر إليه وقد تورم وجهها الذي جفت الدموع فوقه من بكائها السابق ... لم ترغب بمنحه مشهدا واضحا لضعفها النادر .. إذ أنه رجل غريب عنها .... حتى وهو يدعي أبوتها ... وقد يبقى غريبا إلى الأبد ..
ثم فكرت متهكمة .. ساخرة من نفورها ... بأنه ربما هو الآخر لا يريدها في حياته ... ولم قد يفعل الآن وقد رماها في رعاية أناس غرباء لإثنتي وعشرين عاما ؟؟؟ لماذا قد يريدها امرأة الآن وهو يعرف بالتأكيد بأنها لن تسامحه قط على تخليه عنها ؟؟؟
تكلم أخيرا فقال :- الن تسأليني عن الحقيقة ؟؟
أي حقيقة ؟؟؟ حقيقة أن والدها الذي أحبته طوال حياتها لم يكن والدها الحقيقي ... أن شقيقاتها الثلاثة اللاتي شكلن جزءا أساسيا من تاريخها ما كن شقيقاتها ... أن والدتها التي لم تظهر نحوها طوال السنوات الماضية أي عاطفة أمومية كانت في الواقع تكرهها ... تتذمر من وجودها طفلة لقيطة بين بناتها .. تقتطع من رزقهن ومن حنان والدهن أيضا ؟؟؟
ماذا عن والدتها الحقيقية ؟؟؟ أين هي ؟؟؟؟ أتراها ابنة سفاح ؟؟؟؟ ألهذا السبب نبذها الرجل الذي أنجبها طوال حياتها ؟؟؟
قال وكأنه قد قرأ أفكارها :- هل سبق وتحدث إليك محسن عن شقيقته زين ؟؟
بالتأكيد فعل ... لطالما حدثها والدها عن أخته نصف الشقيقة زين ... وعن ندمه لأنه لم يقضي معها وقتا كافيا قبل موتها في سن باكرة بسبب اختلاف والدتيهما .. لقد أخبرها كثيرا بأن وفاتها قد حدثت بعد ولادتها هي مباشرة مما جعله يطلق عليها ......
فجأة ... بدأ قلبها بالخفقان بقوة ... وضجيج يعلو داخل عقلها بصخب ... زين ... عمتها زين هي والدتها الحقيقية ...
قال بخفوت :- أنت نسخة عنها .... تمتلكين شعرها النحاسي .. وملامحها الرقيقة ... فقط عيناك ....
صمت للحظات وكأنه يزدرد ريقه قبل أن يكمل بصوت أجش :- أنت تمتلكين عيني الشاعر ..
أغمضت عينيها بقوة وهي تذكر نفسها .... الشاعر .... إنها من عائلة الشاعر الآن ... أتراه يجرؤ على عرض اسمه عليها وقد حملت اسم غيره طوال حياتها ؟؟؟ أم ترى السبب الذي دفعه لنبذها ما يزال قائما ؟؟
:- لقد أحببت والدتك .... أحببتها كما لم أحبب امرأة أخرى في حياتي ...
تكلمت أخيرا بغلظة قبل أن تفكر :- لماذا لم تتزوج بها إذن ؟؟
أحست بتوتر جسده إلى جوارها وهو يقول :- أهذا ما تظنينه ؟؟ أنني قد غررت بها وأنجبتك منها سفاحا ؟؟ أنت مخطئة .... زين كانت زوجتي ... وأستطيع إبراز وثيقة الزواج لك كي أؤكد لك هذا .. ما حدث أن ..
قاطعته قائلة من بين أسنانها :- ما حدث أنك كنت متزوجا ... صحيح ؟؟ ما من سبب يدعو رجل لإخفاء زواجه سوى وجود زوجة أخرى ..
صمت ... وقد كان في صمته أبلغ إجابة ..
كانت قطرات المطر الكثيفة تضرب الزجاج الأمامي برتابة صاخبة جعلت زين تشعر بانعزالهما عن العالم الخارجي ... لم تكن قادرة حتى على رؤية الحارة التي عاشت فيها لإثني وعشرين سنة خلت من خلال الزجاج الذي موهته المياه ... جزء منها كان رافضا لمعرفة أي شيء عن هذا الرجل .. وعن المرأة التي أنجبتها فماتت قبل أن تعرفها .. كان عقلها أكثر ازدحاما من أن يحتمل المزيد .. مشاعرها أكثر ثقلا من تتلقى المزيد .. إلا أنها كانت مرغمة على الإستماع ... شاءت أم أبت ... عليها أن تعرف في النهاية ..
:- لقد أحببت زين إلى حد يفوق قدرة أي إنسان طبيعي على الحب ... إلا أنني أحببت زوجتي في الوقت ذاته ... ربما ليس بنفس الطريقة .. أو حتى بنفس المقدار .. إلا أنني أحببتها بما يكفي كي أرفض أن اسبب لها ذلك النوع من الألم ..
أصدرت صوتا مختنقا وهي تشيح بوجهها نحو النافذة ... أحست به يلتفت نحوها ناظرا إليها بتمعن قبل أن يقول :- زين عرفت بأنني أمنحها حبي كاملا ... قلبي وروحي وجسدي كانوا جميعا ملك يمينها ... ومنحت مريم الشيء الوحيد الذي استطعت تقديمه لها في المقابل .. كبريائها .. مريم لم تعرف قط عن زواجي بزين ... ولن تعرف ...
التفتت نحوه بحدة وهي تقول بخشونة :- أنت لست مضطرا إلى تحذيري .. اطمئن .. أنا لن أذهب إليها أبدا لأفضح لها خيانتك .. أنا لا أريد منك أي شيء .. لا منك .. ولا من عائلتك ..
توتر فمه وهو يقول :- أنت لا تفهمين ... مريم لم تكن مجرد زوجة لي ... مريم كانت شريكة حياتي ... كافحت معي طوال سنوات عمري مقدمة لي تفانيها الخالص ... كانت شريكة عملي إذ امتلكت نصف شركاتي بحكم استثمارها ميراثها كاملا معي في بداية زواجنا وأي اختلاف بيننا لن يدمر عملا فحسب ... بل سيدمر مئات الموظفين والعمال ... هي والدة بناتي ... كرامتهن من كرامتها ... واستقرارهن من استقرارها .... عندما تزوجت بزين كان اتفاقنا مشتركا ... لا أطفال ... أن أخون زوجتي وأهينها بضرة أمر ... وأن أهدد أمان أولادي بأخ أو أخت نصف شقيقة أمر آخر ... وزين كانت متفهمة جدا لرغبتي هذه ..
قالت بازدراء قارب القرف :- كانت غبية بالأصح ... إذ سمحت لك باستغلالها بذلك الشكل باسم الحب .. لقد أخبرني ( أبي ) بأنها ماتت في الواحد والعشرين من عمرها ... وما أفهمه منك أنها قد ماتت شابة يافعة ساذجة خدعها رجل يكبرها بالعمر ... متزوج وجبان بما يكفي كي ينبذها هي .. ويظلمها هي .. في سبيل كرامة الأخرى
صمت ... وكأنه عاجز عن إيجاد كلمات يدافع بها عن نفسه .. أو يعترض خلالها على الإهانات التي كات توجهها نحوه ... أو القوة للاعتراض على إشارتها المتعمدة والواضحة للرجل الذي رباها على أنه هو وحده من تعتبره والدا لها ..
ثم نظر إلى الزجاج الأمامي شاردا وهو يقول :- ربما أنت محقة .. إلا أنني لم أر الأمر بهذا المنظور آنذاك ... لقد كنت أنانيا .. متبجحا .. وظالما .. لابد أنني قد كنت كذلك وإلا ما وجدت زين الحاجة لإخفاء حملها عني ..
نظرت إليه ... عاجزة عن رؤية ما أعجب والدتها به ... لقد كان رجلا وسيما .. حتى وقد تجاوز الخمسين .. ثريا .. إلا أن زين ترفض تماما تصديق اختيار والدتها له .. وتفريطها بنفسها وكرامتها له فقط بسبب ثرائه .. قال بهدوء :- لقد جاءت إلي بهدوء وبدون مقدمات طالبة الطلاق ... وعندما رفضت منحها إياه مصدوما بطلبها المفاجيء والغير مفهوم .. أخبرتني بكل وضوح بأنني لا أستطيع إرغامها على البقاء زوجة لي ما دامت لا تستطيع إرغامي على إعلان زواجنا .. تشاجرنا .. ربما لأول مرة منذ زواجي بها افترقنا غاضبين .. وقد أفلت لسان كل منا بكلمات جارحة ربما عناها وربما لم يعنها .. امتنعت بعدها عن الاتصال بها أو زيارتها لأسابيع بنية معاقبتها على تجرؤها على طلب الطلاق .. لقد كنت غاضبا .. مجروحا .. لم أتوقف للحظة كي أفكر عما دفعها لطلب إنهاء علاقتنا بهذا الشكل وقد كانت تسير بشكل مرضي لكل منا ... وعندما لم تحاول هي الاتصال بي لأكثر من شهر ونصف .. أدركت وجود خطأ ما .. فذهبت إلى الشقة التي خصصتها لها ولم أجدها .. أو أجد أي أثر لها ...
أغمض عينيه بقوة محاولا تمالك قسوة الذكريات .. ثم فتحهما قائلا :- لم أعرف لها أقاربا سوى والدتها المتوفاة .. مما أثار هلعي وجنوني ودفعني للبحث عنها في كل مكان مستبعدا تمكنها من الاختفاء في مدينة كهذه بدون أن تترك أثرا .. لقد كدت أفقد عقلي تقريبا .. قلقا .. وغضبا .. وحيرة .. حتى اتصل بي رجل غريب بعد أربعة أشهر ليخبرني بوفاتها أثناء إنجابها طفلتها .. كان ذلك شقيقها الوحيد ... أخوها نصف الشقيق الذي لم تخبرني عنه قط ... أخوها الذي لجأت إليه حاملا في شهرها الرابع .. خائفة و ضائعة بين خوفها من فقداني و بين رغبتها في إنجاب الطفل ..
صمت للحظات طويلة قبل أن يكمل :- لقد دار حديث طويل بيني وبين محسن بعد ذهابي لرؤته مصدوما ومذهولا باتصاله .. لك أن تتخيلي بأن لقائنا لم يكن وديا تماما ... هو لامني على استغلال ضعف ووحدة شقيقته .. إلا أنه لام نفسه أيضا على تخليه عنها وعن والدتها فور وفاة أبيه ورحيله بعيدا عن العائلة .. أخبرني بأن وصية زين الأخيرة أثناء مرورها بمخاضها الصعب كانت أن يربي هو مولودها .. صبيا كان أم بنتا أن ينسبه إليه ليربيه كطفل من أطفاله .. وألا يسمح لي أبدا بأن أظلمه بأخذه إلى عائلة لم أرغب بوجوده بينها في المقام الأول .. حيث يكون النبذ والرفض هما مصيره ..
تمتمت زين :- وأنت قبلت بالطبع .. إذ شكلت وصية أمي الحل الأمثل لجميع مشاكلك ..
هز رأسه موافقا وهو يقول :- لقد كان الحل الأمثل للجميع ... أنا كنت ضائعا .. مصدوما بوفاتها .. إلا أنني كنت واعيا بما يكفي كي أفكر بعواقب إحضار رضيعة بدون ام لزوجتي وبناتي ... مريم كانت حاملا آنذاك .. وأي صدمة من ذلك النوع كانت لتدمرها .. كما أن زين كانت قد رحلت .. وما عاد من معنى لإعلان زواج سري انتهى إلى الأبد ..
أطلقت ضحكة خشنة وهي تلتفت بعيدا عنه .. في حين أكمل :- محسن كان سيتمكن من التعويض لشقيقته عن تقصيره معها بعنايته بك ...وأنا كنت طوال السنوات الماضية أدعمه ماديا ... كنت أرسل إليه مبلغا دوريا لأجل تحمل نفقاتك .. وهو كان يرسل لي بين كل حين وآخر ... رسالة يطمئنني فيها عن مسار حياتك .. عن صحتك .. ودراستك .. ربما أنا كنت بعيدا عنك ... إلا أنني كنت أرعاك ... ولو من بعيد ..
هتفت فجاة عاجزة عن تمالك نفسها :- بحق الله .... اصمت ... لا أريد أن أسمع المزيد ..
فتحت باب السيارة وخرجت بدون مقدمات ليصفعها الرذاذ الغزير لمطر الخريف البارد ... لفت سترتها الرقيقة حول جسدها وهي تلتفت نحوه وقد سمعت صوته يلحق بها خارجا من السيارة .. وهتفت به :- أنا لا أعرف ما الذي تتوقعه مني الآن وقد أخبرتني بكل شيء ... لا أعرف ما الذي تنتظره كردة فعل مني على القصة الرائعة التي سردتها علي حول حقيقة منشأي بعد أن طردت مباشرة من منزل عائلتي الوحيدة التي عرفتها طوال حياتي .. هل تنتظر أن أتابع السيناريو الذي رسمته أنت ووالدي المزعوم قبل إثني وعشرين عاما ؟؟ أن أتابع تظاهري بأنني ابنته هو .. وأتلقى في الآن ذاته مالك أنت ؟؟ عن نفسي ... لا أتوقع منك أي شيء كأن تأخذني الآن في التو واللحظة إلى منزل عائلتك لأتعرف هناك على إخوتي وأجد منزلا جديدا وعائلة جديدة تحتضنني ... وبما أنني مختلفة تماما عن والدتي ... وقطعا لن أتقبل منك أي حلول وسط رخيصة تعرضها علي .. فأحسب هذا هو لقائنا الأخير يا سيد أيمن ... لقائنا الأول ... والأخير ..
عندما استدارت لترحل أتاها صوته ضعيفا ... متعبا .. مما اضطرها للتوقف مترددة :- أعرف أنك تكرهينني ... وأنك تحتقرينني ... أعرف بأنني لا أستحق منك أي تعاطف او مودة .. إلا أنني أنكر بشدة افتراضك الظالم الأخير ... أنا لن أترك قطعة من لحمي في الشارع ... أبدا لن أتركك وحيدة كما كانت والدتك عندما ظنت بأنني سأنبذها إن علمت بحملها ... أنا ...
قاطعته قائلة من بين أسنانها وهي تلتفت إليه بحدة :- أنا لست وحيدة .. إذ مازال لدي الكثير من الأشخاص المستعدين للوقوف إلى جانبي في محنتي هذه ... وقطعا لن يكون مصيري هو الشارع ... إذ أنني خريجة جامعية ... وأؤكد لك بأنني قادرة تماما على الاهتمام بنفسي بدون الحاجة إلى مساعدتك ...
قال بسرعة :- أعرف ... أعرف هذا جيد ... لقد كان محسن يتحدث عنك دائما بفخر واعتزاز ... مؤكدا على أنك أذكى وأصلب من أعتى الرجال .. لقد أخبرني مرارا بأنك عوضته دائما عن الابن الذي لم ينجبه ..
بطريقة ما .... ذكره لوالدها ... والصورة الضاحكة والحنون للرجل الذي رباها والتي تراءت امامها فجأة .. جعلا حصونها تتهاوى .. نظرت إليه بمزيج من العجز والضعف ... ترتجف بردا وخوفا تحت المطر الغزير ... في حين كان المطر نفسه يبلل سترته الأنيقة .. ويغرق شعره الذي اكتسى معظمه بالشيب ليسيل فوق جبهته ووجنتيه .. وكأنه أحس بلينها .. أخرج من جيب قميصه بطاقة صغيرة مصنوعة من الورق المصقول .. و وبخطوتين كان يقف أمامها .. ويمسك يدها الصغيرة بين أصابعه الدافئة ليدس فيها البطاقة قائلا :- أنا لن أضغط عليك ... سأمنحك كل الوقت الذي تحتاجينه حتى تتقبليني في حياتك .. وبعدها سنجد طريقة ما لنعلن فيها عن وجودك لكل الناس .. أنا لن أخفيك مجددا .. أنت ابنتي ... أنت زين .. ابنة زين ..
اغرورقت عيناها بالدموع رغما عنها فأخفضت رأسها وهي تدعو الله أن يخلط الرجل بين قطرات المطر والدموع التي بدأت تنفر من عينيها ...
قال برفق :- تعالي ... سأوصلك إلى الوجهة التي تقصدينها .. لن أسمح لك في السير تحت هذا المطر ..
تمتمت بضياع :- تقيم شقيقتي على بعد شارعين ... أنا متأكدة بأنها لن تمانع استضافتي ...
ريا ستكون أكبر دعم لها في محنتها هذه ... ريا التي تكبرها بثلاث سنوات ... لطالما كانت علاقتهما وثيقة ... حتى بعد زواجها وإنجابها طفلها الأول وحملها بطفلها الثاني ... لطالما كانت ريا أقرب صديقاتها .. ولن تتخلى عنها أبدا في أزمة كهذه ... حتى إن عرفت ... ولابد أنها قد عرفت الآن .. بأن زين ليست حقا شقيقتها ..
:- إذن ... ستتصلين بي عندما تكونين مستعدة للحديث ...صحيح ؟؟ أنا سأنتظر انصالك ...
سحبت يدها من بين أصابعه لتشعر شيء من الحسرة لخسارتها الدفء الذي كان يمدها به .. وتمتمت :- أنا لا أعدك بشيء .. وعلى الأرجح .. أنت ستنتظر طويلا ... طويلا للغاية ..
وبدون أي كلمة .. استدارت مبتعدة تاركة إياه يحدق في إثرها تحت المطر الغزير ... أتراه يمتلك الوقت الكافي للانتظار ؟؟؟

فى قلب الشاعر الجزء الخامس من سلسلة للعشق فصول لكاتبة بلومى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن