fourteen

4.6K 221 98
                                    

جيمين:

اعدُ ايامَ حُريتي، كما كُنت اعد ايامَ حبسيّ، لقد مضى اسبوع كامل..
كان كالجحيمِ بالنسبةِ اليّ.. يجبُ علي ان اتخطاهُ ولكنهُ يأتينيّ رغمًا عنيّ!
اكرهُه ليلًا فأنامُ غاضبًا واستيقظُ عند الرابِعه باحثًا عنه بجانبيّ..
هُو احتلنيّ بكُل جزء داخليّ، انا لا اضعُ منبهًا حتى انمَا فقط استيقظُ والتفتُ لجانبيّ كيّ اراهُ يلتصقُ بالجدارِ تاركًا مساحه مُناسبه تكفيّ كلانا!
اكرهُ شعوريّ هذا عندمَا اتذكرهُ فأنا اتقزز حقًا، مُتناقض جدًا ايضًا..

كنتُ امضيّ يوميّ بسعاده مع عائلتيّ فلازلتُ لا اصدق كونيّ بالخارجِ الى الان..
اليوم اراد المُحامي ان يلتقيّ بي ولا اعلمُ لماذا، لكننيّ ايضًا كُنت اريد ان اذهبَ اليهِ واشكرهُ على عملهِ لأجليّ..

ذهبتُ لأجلسَ مع عائلتي قليلًا حتى يحينَ موعد لقائِنا، كُنت اشرب القهوه كثيرًا جدًا، لطالمّا كُنت محبًا لها وحُرمت منها، لذلِك الان انا اتلذذ بكُل رشفه، بينما ابيّ كان يقرأ الاخبارَ من هاتِفه واميّ تُخبره ان يصمت كيّ تُعيد تركيزها على مُسلسلها..
الهيّ هذهِ الحياةُ المريحه التيِ احبها كثيرا!

"جيمين"
تحدثَ والديّ الي لأتركَ كوب قهوتي والتفتَ اليه..
"انظر لهذا المنزل الا يُشابه منزلنا الذي ستبنيه؟"
ارانيّ صورةً من هاتفهِ..
"انهُ يشبهه حقًا، ولكننيّ قمتُ بإضافةِ طابقـ.."
صمتُ حالمَا تذكرتُ سببَ اضافتيّ للطابقِ الاخر.. ها هُو يظهرُ بمخيلتيّ الان.. اللعنه!
بقيتُ انظر مطولًا لكوبِ القهوه.. احاول ان لا اتركَ مجالًا لدموعيّ..
لا اريدُ ان ابكيّ انا فقط اريدُ ان اتخطى وجُوده!!

"مابِك؟ لماذا سرحتَ فجأةً.."
سألني والدي لأعيد نظري اليهِ وابتسمَ بهدوء..
"لا شيء فقط افكر بكيفيةِ بناءه.."
ضحكتُ اخبره، فـ استقمتُ اخبرهُم انني سألتقيّ بالمُحامي..
اخبرتهُم ايضًا ان لا ينتظروننيّ رُبما اعُود متأخرًا ليلًا، فقط اريد ان الهو واسرحَ بعيدًا عن كُل شيء، واظنُ انني استحِق..

"اوه السيد جلبريت، لقد اشتقتُ اليكَ حقًا"
دخلتُ الى احدِ المقاهيَ لأقابلهُ بعناقٍ لطيف فبادلنيّ بكُل رحب..
"جيمين.. لقد عُدت مشعًا من جديد"
"احاول ذلِك.."

بعد مضيّ ساعه نتبادلُ الاحاديثَ عن مُختلفِ حياتِنا بينمَا كُنا نشربُ القهوه، لم يتطرق ابدًا عن سؤالي بمَا يخصُ قضيتي السابِقه..
لكنهُ سيبدأ الان بمَا انهُ وضع قهوتهُ ونظر اليّ بعُمق كما يفعلُ قديمًا
"جيمين.."
"همم؟"
"لا اريدُ حقًا ان اقُوم بتذكيرك ايامَ سيئه حدثت لك، لكِن هُناك ما يجبُ علي اخباركُ به"
كانَ مُحترمًا حينمَا تحدثَ اليّ..
"اخبرنيّ.."
"انتَ تعلمُ سبب دخولِك السجن، اليس كذلِك؟ من السبب وهكذا؟"
"نعم.."
"هُو يحبك جيمين.."
"وماذا سأفعلُ بحبهِ بعد تدميرهِ لحياتي؟ هل سأعانقهُ واخبره بأنني احبهُ ايضًا؟"
كان جوابيّ وقحًا حقًا، لكنهُ ابتسمَ اليّ بلُطف..
"لقد طلبتَ مني ان اتحرى عنهُ الا تذكُر؟ انا بالفعلِ فعلتُ ذلِك، هُو من ادخلك السِجن وهُو من اخرجَك ايضًا.. بدونهِ لكنتَ بقيت بداخِل السجنِ الى الان.."
"الا يُعقل انهُ فعل ذلِك بسببِ تأنيب ضميره؟ ربمَا اشفق عليّ؟"
"لا تعتقِد ذلِك ابدًا، هُو فعل ذلِك بأمرٍ من والدِه، هُو ايضًا اراد ان ينتقمَ ممن اخبروا عن تِجارتهم.. ولكنهُ اخطأ بوالدِك، وايضًا لم يخرج من السِجن بل بقيّ بهِ على عكسِ اصدقائه.."
الهيِ.. انا كُنت ابحثُ عن سببٍ لعين لمُسامحتهِ ولكنّ عقليّ يُخبرني بألا افعل ذلِك!!
"ماذا تفعل ايُها المُحامي هل تُخبرني بأنهُ بريء؟"
"انا لا اخبرُك ذلِك لانهُ بالفعل ليسَ بريئًا، ولكنهُ ضحى بالكثيرِ لكي يُحررك.."
"اذًا؟"
"انتَ تُريد مُسامحتهُ جيمين.. ان كُنت تنكر ذلِك قلبُك لا يفعل"
لماذا يستطيعُ قرائتي من الداخِل هكذا!!
"اذهب اليهِ.. دعهُ يخبركَ اسبابهُ وتبريرهُ، انتَ الوحيدُ الذي تستطيعُ فهمَ تيهيونق هُنا.."
اخبرنيّ وهُو يستقيمُ حاملًا اغراضهُ معه..
اللعنه فقط حديثهُ احدثَ انهيارًا بينَ عقلي وقلبيّ..
كُنت بالفِعل لا استطيعُ ان اتخطاهُ طوال ذلِك الاسبوع، لكننيّ ايضًا اكرههُ..
لماذا فعل ذلِك؟ بما انهُ هو من ادخلنيّ السِجن لماذا يُحررنيّ؟!
لماذا يجعلنيّ دائمًا بين سؤالين.. قررتُ ماذا سأفعل، انا سأذهبُ اليه!

الزنزانة 95 | vmin حيث تعيش القصص. اكتشف الآن