‏twenty three

3.7K 179 166
                                    


تيهيونق:

كان.. كان ذلِك الخبّر قاسيًا.. لم اتحمل فـ لازلتُ لا اصدقُ، خرجتُ من عند محاميّ اتمسكُ في جِدار الممر.. ساقايّ لا تحملانيِ!
اعتقدُ انها مُزحة او كِذبه تم تلفيّقُها عليه.. أليِكس مات؟ أليِكس لا يَمُوت..
هُو لا يتركنيّ ابدًا.. هُو لم يتخلى عنيّ في اصعبِ مواقفهِ فكيفَ لهُ ان يتركنيّ وحيدًا في هذا العالم..
وكُدت ان اسُقط لكِن احدهُم امسك بذراعيَ، التفتُ بضُعف..
تُوم..
"ماذا حصل؟ هل للتوِ ظهرتّ مشاعِرك نحو والِدك؟"
كان بارد المشاعِر.. لم يَكُن لديّ حيل حتى اجيبهُ فقط.. اراهُ ضبابًا واسمعُ صوتهُ بعيدًا..
انا لازلتُ لا اصدِق ذلِك الخبر..
"هل.. هل يُمكن ان تتصلَ بجيمين؟"
طلبتهُ محبطًا.. خاسرًا في كُل ما املِك.. لم تعد فرحتيّ بالانتصارِ ابدًا ذاتَ معنى الان..
كان هذا المُشرف ينظرُ اليّ بطريقة.. وكأنهُ لأولِ مره يرى انهياريّ.. وبالفعِل هذهِ المره الاولى.. اشعُر ان يديّ اليُمنى بُترت..

"عُد الى زنزانتِك.. عندمَا يحينُ موعد زيارِتك سأرسلُ لك حارسًا"
عدتُ ببطء ادخُل الزنزانة.. لا اشعُر بخطواتِ حقًا، سرتُ حتى وصلتُ الى السرير..
جلستُ ارضًا اضعُ رأسيِ على طرفِ السرير..
ابكيِ.. ابكيِ المًا، المُ الفقد.. المُ الفاجِعه.. لم اتخيّل اننيّ قد اففدهُ للحظه واحِده..
انا فقط افشلُ بحمايةِ من احبهم بينمَا احاربُ كيّ احميهِم..
انا فقط فاشِل.. اصِيب جيمين بسببيّ.. والآن ماتَ أليِكس وأعلمُ ايضًا انهُ بسببيِ..
الى متى تيهيونق؟ الى متى ستستمرُ في اذيةِ من تُحبهم..
انهُ مؤلِم..
هذا الشُعور الذيِ بداخليّ الان.. هذا الألم فضيعٌ للغاية، انا للحظه تمنيتُ الموتَ بدلًا من أليِكس..

لم استِطع النومَ تِلك الليلة.. كُنت كالمجنونِ انظرُ الى الفراغِ.. اتنفسُ كيّ اذكرَ نفسيّ بأننيِ لازلتُ على قيدِ هذهِ الحياة اللعيِنه..
انا لا استطيعُ التوقفَ عن لومِ نفسيّ.. لأننيِ واللعنة السببُ في كُل شيء يحصُل الآن!!
"ايُها السجِين.. لديكَ زياره!"
استقمتُ خلفَ الحارِس.. كُنت باردَ الملامِح لا تظهرُ ايةُ ردةِ فِعل على وجهيّ..
مشيتُ حتى وصلتُ الى صالةِ الزياره، رأيتُه.. رأيتُ جيمين ينتظرنيّ هُناك، لا اعلمُ بأي وجهةٍ اقابلُه ولكِن ما اعرفهُ انه يعرف كيفَ ينتزعُ هذا الألمَ منيٍ..
اقتربتُ منهُ دون ابتسامة.. لم استطِع الابتسامةَ حتى!!
"الهيّ.. الهيّ تيهيونق هل انتَ بخير؟"
اخذَ يمسحُ وجهيّ وعينايّ التيِ اختفت بسببِ البكاءِ المُستمرِ ليلة البارِحه..
يبدُو انهُ لم يعلمَ ما حصل..
"هل تُجيبنيِ؟ مابِك هكذا!"
سحبتهُ اعانقهُ بشِده.. فـ بكيتُ مجددًا على كتفه.. كان يمسحُ على ظهريّ بحنيته، هُو لا يعلم!
لطالمّا كُنت صبورًا وقويًا في كُل المواقِف.. ولكِن خسارةُ أليِكس، هدمتّ دواخِليِ جميِعُها..
سكنتُ على كتفه، فـ ابعدنيّ ببطء ونظر اليّ، مسحَ دمُوعيِ بيديهِ الصغيره.. واجلسنيّ امامه..
"اخبرنيّ تيهيونق، اخبرنيّ ما الذيِ حدثَ لك لتُهدمَ هكذا"
"يديِ اليُمنى بُترت جيمين.."
عادت دمُوعيِ تسقطُ مجددًا امامه.. فـ انزلتُ رأسيِ.. هُو لم يفهمّ مقصديّ، لكنهُ مد بيدهِ كي يمسحَ دمُوعيِ مُجددًا
"أليِكس مات.."
توقفَ عن مسحِ دموعيّ فرفعتُ رأسِي، لأنظرَ اليه.. كان مصدومًا كما كُنت..
"كيف.. كيفَ لذلِك ان يحدُث.."
"احدهُم قتله.."
"من!"
"لا اعلمَ لا اعلم جيمين.. انا فقط.. اتألمّ"
اقتربَ منيّ وعانقنيّ، هذا ما كُنت احتاجهُ، عِناقه فقط.. وان ابقى داخِل ذراعيهِ حتى يُنتزع هذا الألمُ من داخليَ..

الزنزانة 95 | vmin حيث تعيش القصص. اكتشف الآن