٦- مِطرقةٌ تُحطِمُ الآلام

8K 576 433
                                    


أهلًا، اتمنى انكم بخير انجوي

___________

نَظرتُ إليكَ كأنما أنظُر إلى الجَنة..

يَا عَازِفُ الكَمان خُذ وَترُ قَلبي وَ اعزِف نَحِيبُ روحِي..

ألحَانُ قَلبِي تَبدو اُعزُوفَةُ النَظرةُ الأخِيرة مَا بَعدَ أحادِيثٍ كَثيرة، كَالمَشهَدُ الأخِير في نِهايةٍ تعِيسة.. كـقُبلةٍ على جَبين مَيتٍ بَعد نِزاعاتٍ مع السُقم فَانتهَت بِدمُوعٍ غَزِيرة على فِراشِ مَوتٍ يَحمِلُ اللحَظاتُ الأخيرة

وَترُ قَلبِي أمَسى حزينًا.. كُلُ شِبرٍ مِنهُ تَقطعَ مِني نَحِيطًا..

أيَّا عَازِفُ الكَمان.. إقَطع وَترُ قَلبِي فِي خِتامُ سَمفُونِيتُكَ العَزِيزَة.. دَعها تَكُن خِتامًا لِأعازِيفُكَ الحَزِينة

كَيفَ لَكَ أنّ تُلطِخ جَناحَاكَ بِدمُوعِ مُجرِمٍ مُدنَس؟ كَيفَ لَكَ أنّ تَمسحُ دموعًا تتساقَطُ على وَجنتيّ آثِمٍ مُغَلَّط؟

كَيفَ لَكَ أنّ تَسمَحَ لِيدَاي التِي تَلطَخت بالتُراب بأنّ تَحتِضَن بَياضُ قَلبُك؟

أنا أدَعجُ الغُيوم وَ أدهَمُ الذُنوب.. أطلَسُ الجُموُعِ وَ مُعتَمُ الجَوفَ عَتمةٌ لَم يُدانِيهَا الحُشُود.. وَ أنتَ؟ أنتَ يا مُنقِذي جَنةُ الغُيوم، ضِياءُ الكَونُ النَزِيهُ مِن الوُلوُع.. بَرَّاقٌ كَأنّكَ السَماءُ وَ ما بِها مِن نُجُوم.. كَأنّكَ الرَبِيعُ على قَلبٍ نالَ مِنهُ الهُطول

وَ بِكفاكَ لَمستَ قَلبِي.. لَمستَ أبهرِي، لَمستَ شِريانُ الحَياةُ وَ بعثرتّ عليهِ أمانًا كأنما تَجعلُ مِنهُ يستلقِي على غَيمةٍ كـبياضُ قَلبُك.. كـبَياضُ لَوحتُك..

أُحدِق حَولِي طَويلًا مُجددًا.. بِما أننِي تَعافَيتُ فَقد بَدأتُ بِتنفِيذ عِقابِي، أنا فِي الحَدِيقة.. جُزءٌ مِن فِناء السِجن الخارِجي، أتلمسُ صَنادِيقَ الزُهور المُتمَوضِعة عَلى طاوِلةٍ خَشبية وَسط المَكان، انتَقيتُ مِنها زَهرةً بَيضاء..

يَالهَا مِن آخِذَة.. اتَلمَسُها بِطَرف أصَابِعي مُحدِقًا بِها بِعُمق، أنا مَسحُورٌ بِها بِحَق، قَد تَبدُو شيئًا مُعتادًا للجَمِيع لَكِنها تَعنِي لِي الكَثير، كُلُ ما يُلامِسهُ الأبيضُ يُلمَسُ بِهِ رونقًا لا يَغِيب

أهوى الأبَيضُ وَ تصَادَف بأنّ يَكُون جُل ما حَولِي أسود.. إلى أنّ أمسَيتُ أنا الأطلَس.. أنَا الأدهَم..

وَسطُ تَحدِيقاتِي العَمِيقة في الزَهرة، شَعرتُ بِيدٍ على كَتفِي تَضغطُ بِخفَةٍ وَ رِقة

No promisesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن