انجوي
_____بَعد مُرور عَشرُة شُهور
خَرجتُ مِن السِجن فِي آواخِر فِبراير، وَ نحنُ الآن في نِهاياتُ دِيسَمبر.. تَبقى أسبُوعٌ على العامُ الجَديد، مِما يعني أننا في اليَوم الرَابِع وَ العُشرون مِن هذا الشَهر العَزيز لِي
كَيفَ أصِف الأمر؟
لَم يَعد أيُّ شيءٍ كَما عَهدتهُ أنّ يَكون، العَالم قَد انتَفض وَ بنى نَفسهُ مِن جَدِيد خِلال تِلك الأعوام التِي قَضيتُها في السِجن
لَا شيء كَالسَابِق بَتاتًا..
رُبما الأمر الوَحِيد الذِي أرى بِهِ لَمحةٌ عَن المَاضِي تِلك القِطط بالشَوارِع قُرب البَحر، مَا زَالت مُتمَلِقة وَ لَطِيفة جِدًا.. المَطر مَا زَال يَأسِرُني بِتلك اللهفة التِي شَعرت بِها حِينما التَقيتُ تايهِيونق لأول مَرة
وَ على ذِكِره، لَقد فَعل المُستَحِيل لِي.. نَحنُ نَعِيشُ سَوِيًا، وَ أصبَح لَدِي عَملٌ لا أحتاجُه، لأن التَعويضَات التِي أتتنِي مُنذُ خُروجِي تَكفِيني أنا وَ تايهِيونقي وَ تزيد أيضًا..
أنا أعمَل لأنني أُرِيد أنّ أشعُر بأنني شَخصٌ طَبِيعِي.. اشتَريتُ مَكتبَةً صَغِيرة تَقعُ فِي إحدى أروقة الحَي العَتِيقة، الكُتب حَولي فِي كُل مَكان، فِي كُل صَباحٍ أتمَشى بَين الأروِقة.. أُعِيد تَرتِيبُها لأنني أهوى تِلك الرائحة التي تَصدُر مِنها حِينما تتصَفحُها بِسرعةٍ شَدِيدة
ثُم مَساءً أُغلِق بابُها وَ أعُود لِمَنزِلي.. أعُود إلى تَايهِيونق
أنا الآن فِي طَرِيقُ عَودتِي إلى المَنزِل، أمطَرت عَصرًا لِذلِك الشَوارِع مُبتَلة، أبتَسِم بِوسعٍ دومًا.. لا شَيء مُؤخرًا يستطِيع احزَانِي..
أقترِب مِن شارِع مَنزِلُنا وَ أرى تَايهِيونقي يَمشِي عائدًا إليه أيضًا.. كَانَ يَحمِل مِظلتَهُ بِيده وَ حَقِيبتُه بالَيد الأُخرى.. رَكضتُ نَحوهُ مُبتَسِمًا بَينما أندَهُ باسِمه
"تايهِيونقي!"
ثُم يَلتَفِتُ لِي وَ يُفتِت قَلبي فِي صَدرِي، يَبتَسِم بِوسع وَ إنارَة الطَرِيق تَنعكِس عَلى وَجهُه، يَركُض نَحوي هُو الآخر مُباعِدًا بَين يَداه
"جُونغكوكي!!"
تَوقفتُ عن الرَكض لأنني أعلَمُ بأنّ تَايهِيونق سَيتَسلَقُني وَ قد فَعل حَقًا، احتَضنني بِشدة مُحِيطًا وَسطي بِقدماه بَينما يَعتصِرُني نَحوه
أنت تقرأ
No promises
Fanfictionلَطالما مَزجَت الحَياة ألوانها و وضعتهَا على لَوحة البَشرِ قِسرًا، قد بَعثرت الحَياةُ جُل ألوانها على لَوحتهُ البيضاء مُلطِخةً إياها بالسَواد حينما وَقعت عليه تهمةٌ لم يُنفِذُها، و رُفعِت الجَلسة عليه بالإعدام بعدما يمضي على وجوده في السِجن عشرُ سَن...