أهلًا، انجوي
____________بَينَ ذِراعاه.. شَعرتُ أنّ العَالمَ أصبَح هادِئًا.. كَأنّ الدُنيا لِوهلَة أمسَت مَهجُورة، لا أحد سِوانا يَقِف على الكُرة الأرضِية مِن وَسط مَحكمةٍ في سِيول، يَداهُ تُحِيطُنِي وَ ذِراعَايّ مُتراخِيةٌ لِسببٍ أجهلُه
كَانَ هُدوءً مُزعِجًا أستَطِيع أنّ أسمَع بِهِ كَيف يَنبُضُ قَلبِي بِجنونٍ شَدِيد، كأنهُ يَبحثُ عن طَرِيقةً يَتحررُ بِه مِن صَدرِي، كأنهُ يُخبِرني أنهُ ضَاقَ ذِرعًا مِن البَقاء مُحتَجزًا دَاخِل عِظامُ قَفصِي..
حِينما أدركَتُ لأيّ دَرجَةٍ كَانَ قَلبِي يَنبِضُ بِها.. ذِراعَايّ المُترَاخِية اشتَدت، وَ أحَطّتُ وَسَطهُ بِشدة، عَانَقتُ السَيد تَايهِيونق بِقوة.. دَفنتُ وَجهِي فِي عُنقه وَ سمَحتُ لِنفسِي بأنّ أخَتبِئ بِه، أجهَشتُ بِالبُكاء بَينما كَفِي يَتمَسكُ بِبذلَتِه بِصَلابَة..
بَكيتُ وَ أنا أشعُر بِيده تُطَبطِب على ظَهري، وَ أنا أشعُر بِكَفِه يَمسحُ عَلى شَعرِي، وَ أنا أستَمِعُ لِصوته العَمِيق قُربَ أُذنِي ضَاحِكًا.. يَهمِسُ لِي 'لَقد انتَصرنا يا جُونغكوك..'
عِناقُ السَيد تَايهِيونق أمرٌ لا تَشُوبهُ أيّ شَائِبة، عِناقَهُ نَعِيم.. إنهُ دافِئ يَقُودُني إلى الجُنون، هَل سَيكُون مُبتَذِلًا إنّ قُلت بأنّني أشعُر أنّ الرَب يُكَافِئُني لِصَبري عَلى مَسَاوِئ الحَياة بِوجُودِ المُحَامِي مَعِي؟
أشُد عَلى جَسده وَ تَزدادُ هَمساتَهُ اللطِيفةُ لِي، يُعانِقُنِي بِذات الشِدة رُبما أكثر بَينما يَضحك بَينَ كُل هَمسة..
"تَبَقى القَليل.. ستُصبِحُ حُرًا"
لَكِنني حُرّ.. أنا بَينَ يَداكَ كَيفَ لا أكُون؟
عَلِمتُ بأنّهُ رَجلٌ تَخطِي عِناقه مُحَال.. وَ أنّ الخُروجَ مِن بَينَ ذِرعاهُ سَليمُ القَلب مَرهُونٌ عَلى صَلابَةُ الجِنان.. وَ فُصِل جَسدينا مِن هَذا العِناق، وَ خرجتُ ناقِصَ القَلبِ إلا بِضعُ قِطعَات..
عَيناي الدَامِعة تُواجِهُ عَيناهُ المُبتَسِمة.. أرى هِلالًا فِي وَضحُ الصَباح، يَبتَسمُ هُو وَ تَبتَسِمُ مَعهُ السَماء
"شُكرًا لَكَ.. سَيد تَايهيونق أنا حَقًا مُمتَنٌ لَك"
يَدنُو مِني مُنحَنِيًا وَ يَضعُ يَدهُ على قَلبه بَينما يَبتَسِم
"لا شُكرَ على وَاجِبي مُوكِلي الوَسِيم.."
أنا أضحَك وَسط دُموعِي هَلَ لَك أنّ تتخَيل كَم أنتَ قادِرٌ على جَعلي سَعِيد أيّهُا المُحامِي؟
أنت تقرأ
No promises
أدب الهواةلَطالما مَزجَت الحَياة ألوانها و وضعتهَا على لَوحة البَشرِ قِسرًا، قد بَعثرت الحَياةُ جُل ألوانها على لَوحتهُ البيضاء مُلطِخةً إياها بالسَواد حينما وَقعت عليه تهمةٌ لم يُنفِذُها، و رُفعِت الجَلسة عليه بالإعدام بعدما يمضي على وجوده في السِجن عشرُ سَن...