٢٥- وَ تَنتصِرُ بينما تُقَبِلُ يداي

6.3K 502 520
                                    

انجوي
_____

مَا أُحِبه تِجاهُ الحَياة أمرٌ وَاحِدٌ فَقط، هِي أنّها مُتقلِبة.. وَ رُبما هَذا أكثرُ مَا أُبغِضهُ بِها أيضًا، لَكِنها كَالعَاصِفة تَمامًا..

ثَائِرةٌ وَ هائِجة، إنّ هَدأت سَيكُون سُكونًا لَحظِيًا فَقط.. لأنّها تَجمعُ قِواها إلى نَواتُها وَ تأتِيك بِرياحٍ عَاتِية

لَكِنها غَيرُ عَادِلة.. لَيستَ ثابِتة، وَ لا يُمكِنها أنّ تُصغِي إليك لأنّها بِبساطة تَقُودُ نَفسُها عَكسُ تَيارُك، مَوجُها لا يَنتمِي لِسربُك، وَ لا غُروبها يُدارِي قِتامُك

لِذا فِي هَذِه المَرة الوَحِيدة حِينما انعَطفت بِعاصِفتُها بَعِيدًا عَنِي، وَ قَادت أمَواجُها لِترفعُني وَ أشرقَت عليَّ بِنور شَمسُها بَعد تِسعُ أعوامٍ مِن الغُروب لَم أستطِع ألّا أُحِبها وَ أمتَنَّ لَها

كُنتُ أُحدِق بِشَمسي قَريبًا مِني.. ساطِعةٌ جِدًا وَ لم أقدِر على ازِاحة بَصري عنها، وَ إن عَنَى ذلِك أننِي سأُصابُ بالعَمى

يَجلِسُ بِقُربي مُمسِكًا بِيدي، تَايهِيونق كَـكِتابٍ يحتوي عَلى أربَعُون قِصة، وَ فِي نِهاية كُل قِصة أقعُ لَهُ ثَمانُون مَرة

أنَا مُؤمِنٌ بِه لِحد نُكرَانُ نَفسِي، بِطرِيقةٍ أو بِأخرى هُو يُصبِح كُل الحَقائِق فِي عالمِي.. وُجودُه مُعدٍ بالسَعادة، لا شَيء فِي كَوني كَان حَقيقيًا بِقدر وُجودهُ حَولي

حَتى إنّ كُسرِت مَجادِيفِي وَ إنّ تَحطم قَارِبي وَ إنّ تَمزقت سُترَة نَجاتِي سأختَار أنّ أغَرق فِي قَاع تَايهِيونق، لأن فِي عُمقَهُ أجِد سَلامِي

"جُونغكوك.. أنتَ بِخَير؟"

كَانَ يهمِس بِلُطفٍ شَديد فِي اُذنِي، بِرقة الكَون أجمَع تصطَف في صَوته

رَفعتُ رَأسِي أنظُر لَهُ مُبتَسِمًا، نَظرة القَلق عَلى مُحياه تَرتَسِم بِوضُوحٍ شَدِيد

"كَيفَ لا أكُون بِخيرٍ وَ أنا أقبَعُ وَسطَ ذِراعَاك؟"

أرَى القَلقُ يَنقَشِع مِن مَلامِحُه، أراهُ يَبتَسِم وَ يُنير ظَلمتِي مُجددًا

"أنَا سَعِيدٌ لِذلِك، احتَفِظ بِطاقتُك مَا زِلنا سَنذهُب للشَاطِئ!"

هُو مُبتهِجٌ حِينما يَجِب عَليهُ أنّ يَكُون شَجِيًّا حَزِينًا، أعلمُ بأنّهُ لَيس الوَقت وَلا المَكان المُناسِب للحَدِيث.. لَكِنّ رُؤيتُه يُخفِي غَمّهُ عَني تُزعِجُني

No promisesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن