٢٩- فـجثوتُ عَلى قدمٍ

5.4K 474 232
                                    

انجوي
_______

مَاذا إنّ كُنتُ أمتَلِكُ قَلبًا مِن الحَدِيد؟ لا حُبًا وَ لا حُزنًا بِه يَستَطِيع؟

مَاذا إنّ كُنتُ حَجرًا لا شُعور بِه قادِرٌ على جَعلي عن وَعيي أغِيب؟

أمتَلِئ بالتَساؤل، مَاذا وَ لِماذا؟ كَيفَ وَ هل هُنتُ عليكَ يا تَايهيونق؟ أهُنُتُ عليكَ يا قِطعةُ قَمرِي؟

لَكِنني لَن أقطَع وَ أرمِي، دِيسَمبر الأول قَطعَ وَصلُنا، لَن أسمَح لِك مُجددًا يا دِيسَمبَر.. سأعُود لِمنزِلي أولًا

مَا يجعَلُني أنا هُو تَمسُكِي بِتايهِيونق، لِذا لَن أقَع فِي نَفس الخَطأ مَرتَين.. سأسألُ تَايهِيونق

وَضعتُ الظَرف فِي جَيبُ مِعطَفِي، سأذَهَب إلى شَرِكة كُودِيل.. أنا بِسيارة الأجرة بالفِعل وَ انقَضى نِصف الطَرِيق.. مَا زِلت أذكُر المَرة الأولى حِينما أتيتُ هُنا، حِينما نَظرتُ إلى المَدينة بأكملُها أسفَل قَدمَيّ مِن نَافِذة غُرفة تايهِيونق.. وَ كَيف احتَضن يَدِي بِيده وَ لم يُفارِقها وَ لو لِلحَظة

لَن أُضرِم كُل ذِكرياتُنا بالنَار..

حَينَما وَصلنا.. نَظرتُ لِوهلة إلى المَبنى الشاهِق بِجانِبي.. وَ ترجلتُ مِن السَيارة بَعدما دَفعتُ المَال.. حَدقتُ مُجددًا بَينما أقِف خَارِجًا.. أخافُ أنّ أخطُو إلى الدَاخِل كَامِلًا وَ أخرُج مِن هَذا المَبنى مُتناثِرًا

أمتَلِئ بالرَهبة..

بَدأتُ أمَشِي، دَلفتُ إلى الدَاخِل.. الجَمِيعُ هُنا يَعرِفُنِي لِذا كُنت أستَمِع إلى تَحياتِهم وَ أُجِيبُهم بَملمَحٍ باسِم، إلى أنّ وَصلتُ المِصعد وَ أُغلِق بَابُه.. زَفرتُ نَفسًا عَمِيقًا وَ انحنيتُ أضعُ كَفيّ على رُكبَتَيّ.. أزلتُ ذَلِك القِناع.. وَ الآن حِينما أُحدِق فِي انعِكاسِي بالمِرآة أرى الخَوف يتسَربُ مِن مَسامُ جِلدِي

لأننِي أعلم أنّ مَهمَا حَصل، مُغادَرتِي لتِايهِيونق مُستَحِيلة.. لا أستَطِيعُ أنّ أعِيش بِدونه.. بالطَبع لا أستَطِيع..

تَوقَف المِصعَد، انهَارَت بُنيانُ قَلبِي بَين عِظامُ أضلُعِي حِينما فُتِحَ البَاب.. فِي كُلِ خُطوَةٍ إلى مَكتبُ تايهِيونق كُنت أشعُر بِرَهبَتِي تَزداد..

وَصلتُ أمامَ الباب المُغلَق، قَلبي يَطرُق فِي صَدرِي بِشدة، لِوهلة شَعرت بِالذِكريات تَمرُّ أمامِي كَشَرِيطٍ طَوِيل.. رَفعتُ يَدِي، أُرِيدُ طَرق البَاب.. لَكِن أنا خَائِف.. أرجُوكَ يا تَايهِيونق لا تَكسِر قَلبي.. أرجُوك

No promisesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن