١٨- أُحدِقُ بِزنزانتِي وَ أعُد الأيام

6.2K 525 260
                                    

أهلًا مُجددًا، انجوي
________

خَرجَتَ مِني كَـتَنهِيدة.. كَـذلِكَ النَفسُ الأخِير.. بِشُقاقٍ غَادرتَنِي، إلهِي كَم جَعلتني أُقاسِي.. نَثرتَني على الأرض قِطعًا بِلا رويةٍ مِنكَ لِزعزَعةُ جُدرَانِي.. دُويتُ أرضًا كـحُطامُ المُبانِي

بَينما أُحصِي مَا تَبقى مِني سَالِمًا وَجدتُكَ مُرتَمِيًا بين الحُطام تُحدِق بِي.. بِعينا المَلاك الذي أنتَ عَليه.. تؤنِب ذِكرَ قَلبي الذِي ألقى مَلامَتهُ عَليك..

عَلى سَفح رُوحِي رأيتُكَ تَقِف مُناصِرًا لِي، وَ أنا خَيبتُك الذي قَاطعُك بِلا قولٍ بيننا أو حَدِيثٍ يُذكَر

غَادرتُكَ كَما غَادَرتَنِي.. وَ في هَجري لَكَ هَجرتُ نَفسِي، تَركتنِي بِكَ وَ ابتعدتُ عنكَ مُتناسِيًا عُهدَتِي.. أعدنِي إليّ.. أعِد قَلبِي إليّ

عُد يا تَايهِيونق، أرجُوكَ كُن أنتَ مَن يَنتظِرُني

لَكِنني عَلِمتُ قَطعًا بأنهُ لَيسَ هُو مَن أتى؛ فَحِينما يأتي المُحامِي لِزيارتي نَذهبُ مِن طَرِيق مُختَلِف، إلى تِلكَ الغُرفة بِلا حَواجِزٍ بيننا..

لَكِننا نَذهُب إلى الحَواجِز..

مَشيتُ بِصمتٍ وَ في داخِلي ألفُ شُعور، فُضول.. خَيبة.. وَ رغبةٌ بِالهُروب، لَكِنني لَستُ جَسُورًا لأجتازَ حُكم الكَون لِوحدي، كَان تَايهيونق يُساعِدُني..

دَلفتُ إلى الداخِل، تَراكَمت الذِكرياتُ في ذِهني، جُل مُحاولات المُحامِي البائِسة بِأنّ أُصبِح مُوكِله، انفِعالاتهُ وَ صَخبه، ابتسامَتهُ وَ خيباتُه، كُل شيءٍ هُنا يَصرُخ باسمُه.. كُلُ شِبرٍ في هذا المَكان يَحُومُ بِه طَيفُك..

شَعرتُ بأنني فِي كُل خُطوة أنهار عَالِمًا بأنّ تايهِيونق غَالِبًا لَن يَعُود بَعدما أخبرتُ الحَارِس جُونغ أنّ يُخبِره ألا يَفعل، تَمنيتُ لَو بِمقدرتي العَودة بالزَمن قليلًا..

أرغبُ بالعَودة بالزَمن لألقاه.. لِتلكَ الدرجة التِي تَجعلني أختار العَودة بالزَمن لأجل أن أراه على العَيشُ فِي دِيسمَبر مُجددًا

وَ جُل هذا الصَخب أحتَفِظُ بِهِ لِوحدي، لأنني وَصلت.. وَ رأيتُه..

لَمّا سَقط بَصري عَليهِ عَلِمت قَطعًا بأنّ الكَون يَتقصَدُني.. شَعرتُ بأنني لستُ أنا..

كُلُ نِزاعاتي لأبقى هادِئًا تتزَعزَع.. كِيم هَانسوك أمامِي.. الرَجلُ الذي رَماني بالسِجن يتَجلى بِذاتهُ أمامِي.. يُمسِك بالهَاتِف وَاضِعًا إياهُ على أُذنه وَ يُحدِق باللامَكان مُنتَظرًا بِوجُوم.. بِحالةٍ رَثة.. عيناهُ مُحمرة.. يَبدُو سَكِيرًا..

No promisesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن