٢٨- وَ نزَعتُ مِن شَكِي يقينًا

5.4K 464 125
                                    

انجوي
_____

26/12/2022
سِيول -كوريا-

ألقِي بِكُل ما بِكَ عَليّ، تَبعَثر على مَا تَسعُ مِنِي، اختَبِئ في عَناقِيد صَدرِي وَ احتَمِي بِظلُ قَلبِي، سَأترُكَ لَك شُعَلةً تَستَدِلُ بِها عَلى مَوطِنُكَ فِي خُلدي.. فإنّكَ وَرب مَن زَرع الحُسن بِعيناك طاغِيٌ على كُل جُزءٍ من جَسدي..

كَأنّك الرَبِيع فِي أيامِ الخَرِيف، تُزهِر وَسطَ ذُبول الجَمِيع وَ تُمسِي كَالقَمرُ مُنِير.. تُبعثِر الأترِبة من على صُندوقٍ وُضِع بِهِ عِشقٌ كَبِير فَـتزرعهُ فِي أرضٍ ذابِلة وَ رُغمًا عَن ذُبولها يَنبَثِق مِنها كَالغَيم في أرّيَافُ الجَحِيم..

ثُمَ تُمسِي هَكذَا.. مَطرًا على أرضٍ قاحِلة بَعدما نَازَح النَداءُ رَملُها، تُمسِي غَيمًا على شارِعٍ يَحترِق

كَأنّكَ الشِريانُ وَ الوَرِيد.. كَأنّكَ كُل ما تَعُج بِه الحَياة

مُتزَاحِمٌ أنا بِك إلى دَركِي، غارِقٌ بِكَ وَ ألتَمِسُ شَوقي لَك بأطيافُكَ حَولي، تَنسُج حُبًا في قلبِي مِن صُوفِ ذِكرياتُنا في المَكان.. ثُم تُصبِح رِداء قَلبي..

أُرِيد أنّ نَجتمِع فِي كُل شيءٍ نَستطِيع أنّ نَلتَحِم بِه، لِذا سأضعُ قلبي فِي خاتِمٍ وَ أرمِيهُ أمامُ قلبُكَ لَعلك تَضعُ خُلدي فِي يُمناك وَ تَقبلُنِي..

لِذا حِينما أُحدِق في هَذا الخاتِم الذي أحمِله بَين أصابِعي، لَا يَسعُني سِوى أنّ أتخيلهُ على بُنصر تايهيونق.. وَ على ذِكرُ هَذا أودُّ مُفاجَئتُه في حَفلُ مَولِده، لِذا أنا سأذهَبُ إلى السِجن لأزُور وَالدِهُ

ارتَديتُ مِعطفي وَ خرجتُ مِن المَكتبة، اتَصلتُ بالفِعل على سَيارة أجرُةٍ لِتُقلَنِي لِذا لم أنتَظِر طَوِيلًا إلا وَ كانت أمامُي تَقِف، دَلفَتُ إلى الدَاخِل بِتردُدٍ شَديد.. لَكِنني حَازِمٌ أمرِي.. سأذهَبُ لَه

"أُرِيد أنّ أذَهبَ لِسِجن سِيول الوَطني"

تَمتَمتُ بِصَوتٍ مُنخَفِض بَينما أُشابِك أصابِعي

"عُذرًا لم أستطِع سَماعُك"

رَفعتُ بَصرِي إليه، وَ شعرتُ بِتدَفُق الجُرأة فِي جَسدي وَ تحدثتُ هَذِه المَرة بِصوتٍ مُرتَفِع

"لِنذهب إلى سِجن سِيول الوَطني رَجاءً"

يُومِئ بِرأسهُ وَ يُباشِر بِقيادة السيارة بِصَمت، طَوال الطَرِيق كُنتُ أُحدِق في المَكان وَ تَجُوب فِي ذِهني الذِكريات مِنذُ أول يَومٍ لِي في السِجن إلى الأخِير، حَياتِي تَغيرت حَقًا لأنني اختَرتُ أنّ أثِق بِتايهِيونق

No promisesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن