١٩- تَسحبُني للنجَاةُ يا طَوقُ النَجاة

6.7K 561 319
                                    

يا أهلًا! انجوي
_________________

اشعُر أننِي فِي وَسط حَقلٍ كَبير بأيامِ الرَبِيع، تُحِيطُنِي الزُهور مِن كُلِ حَدبٍ وَ صَوب.. تَغرُب الشَمس وَ تُراقِصُنِي الرِياح.. مَا أزال تَشعُر بِبرودة أيام الشِتاء حَولِي..

يَبدُو الأمرُ كالنَعِيم.. لأنني أنظُر إلى تِلك الصَخرة التِي يَجلِسُ عليها بَينما يَعزفُ على قِيتارهُ مُوسيقاهُ اللطِيفة.. لا يَسعُني سِوى أنّ أرقُص، أنّ أتجِه نَحوهُ بِسعَدِي..

أنّ أمشِي نَحو أحدُهم بِذلك الشَغفُ بِقلبِي.. هَذا شُعوري حِينما ألتقِيكَ يا تَايهِيونق

وَضعتُ يدي على صَدري أتحَسسُ الصَخب الذي يَعُجه، أُحاول النَوم وَ لا أبدُو قَادِرًا على ذَلك، تايهيونق يَغزُو فِكري.. تَايهيونق فَقط

كُلما أغمَضتُ عَينايّ يَظهَر هُو بِمُخَيلتِي، أبنِي حَدثًا يَمتَلِئ بِه فِي ذِهني، ثُم عَليّ أنّ أتعَايشَ مَع صَخبُ قَلبي..

أختَنِقُ بِه.. لا أُرِيدُ التَنفُس

لَكِنّ يَجدُر بِي النَوم، قَد يأتِي غَدًا..أُرِيد أنّ ألقاهُ وَ أنا بأتَمّ حَال..

بَقِيت أتخَيل اللِقاء إلى أنّ غَفوتُ أخِيرًا وَ استَيقَظتُ على ضَرب حَديد الحَارِس على الزِنزَانات..

فَعلنا المُعتاد وَ نَحنُ الآن فِي قَاعة الطَعام، عَينايّ تترَقبُ الحُراس عَلّ أحدهُم يأتي لأخذِي بعَدما يُخبِرني عَن الزِيارة

آكُل طَعامِي بِهدُوء مُتَمَلمِلًا، انتهَى وَقت الطَعام وَ لم يأتِي بَعد.. رُبما سَيأتِي فِي وَقتٍ آخر، للتّو بَدأ اليَومُ بَعد

بَعدما خَرجنا مِن قَاعة الطَعام خَرجتُ إلى الفِناء، حَان وَقت العِناية بالزُهور، يَكسُوها الثَلج.. تَبدو آخِذَة

نَظرتُ مَكان الزَهرة الفارِغة، أودِل الزَهرةُ التي وَضعتُها فِي جَيب تَايهيونق.. أتسائل إنّ مَا زَال يَحتَفِظ بِها

أزلتُ الثَلج عن تُراب الزُهور وَ أعدتُ تّنظيمها، أزلتُ المَيتة وَ زرعتُ مَكانها أُخرى جَديدة، آمُل أنّ تَنمو بِسرعة..

حَدقتُ فيما أنجَزت، لَقد مَرّ قُرابة السَاعتان.. العَمل مَع الزُهور نَعِيم لِذلك أتريثُ بِهِ قَدر المُستطاع.. لَكِن.. تَايهِيونق لَم يأتِي إلى الآن..

لَمحت الحَارِس جُونغ.. رُبما سأكُون مُزعِجًا إن سألته بِشأنه.. سألتَزِم الصَمت فَقط

أنا الآن بِصدد العَودة إلى الدَاخِل.. أطرافِي بارِدة جِدًا، الجَو حَقًا بارِد لَكِنني لا أُمانِع

No promisesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن