أهلًا، انجوي
_________قِيلَ ذَاتَ يَومٍ أنّ فِي جُعبَةِ تُرابُ الزُهور مِفتاحٌ لِبابٍ لا تَستَطِيعَ أنّ تَعلم مَا يَقبعَ خَلفُه، أنّ الزُهور حِينَما تُزرَع هِي تَدفِنُ مَعها قِصةً وَ أملًا، رُبما مَلحمَةٌ وَ ألمًا..
كُلُ زَهرَةٍ تُمَثِل حِكَايةً مَا، فَزَرعتُ أنا كَمًّا مِن الزُهور آمِلًا أنّ أجِد حِكاية سَعِيدَة، قِيل أنّ الزُهور الحَمراء تُجَسِدُ الحُب وَ الأمان.. تِلكَ الزُهور القَانِيةُ الفَاتِنة.. هِي دومًا ما تَنطِق وَ إنّ لَم تُسمَع.. هِي دومًا تقول 'أهوَاكَ مِن أعمَقِ نُقطةٍ فِي خُلدِي'
الزَهرةُ الصَفراء تتَحدثُ قائِلةً 'لَنّ تَكُن لأحَدٍ غَيري' دومًا ما ظَننتُ بأنّ زَهرةً صَفراء سَتكُون على نَافِذةُ غُرفتِي، تُخبِرُني أنّ أتَمسَكَ بِحُبي، لَكِنني لمَّ أحظَى بِغُرفَةٍ مِن قَبل نَاهِيكَ عَن حُبًا يَتمَسكُ بِه قَلبِي
الزُهورُ البَيضَاء.. كَم أهواها لأنها تُحادِثُ بالحَق.. تَسرُد النَقاء وَ الحُب الأبَدِي، حِينما تتَحدث الزُهور البَيضاء سَتنطِقُ بِقَصِيدة.. سَتقُول 'يا سَرمَدِيًا فِي روحِي.. يا أزلًا خَيَّطَ جُروحُ قَلبي.. عَاهدتُكَ بالحُب بَأنّ تَبقَى مَعِي'
إنّ كُنتَ أبيضًا فأنا الأسود، إنّ كُنتَ خيرًا فِي الكَون فأنا شَرهُ، ما يَجعلُنا مُتمَيزان إختِلافُنا.. وَ ها نَحنُ حِينما نَمشِي سَويًا نَخطِفُ الأنفَاس..
أيُّ زَهرةً أنتَ يا تَايهِيونق؟ أيُّ زَهرةً سَتكُون؟
أقِفُ فِي حَدِيقَةُ السِجن أُحَدِقُ بالزُهور، كَم تَبدُو جَميلةً اليَوم، تتَحركُ مَع الرِياح.. أُحاوِل إلهَاء نَفسِي، أنا مُتوتِرٌ جِدًا.. بَعد عِدة سَاعات سَأخرُج إلى المَحكمة، قَلبي يَكادُ يَتوقف
أشعُر أنّ الوَقت لا يَمضِي بِسرعة كَما إعتاد أن يَفعَل، أشعُر بِجَسد يَحتَرِق وَسط أيامُ دِيسَمبَر.. سأكذِب إنّ قُلت أنني بِخَير..
مَا زِلتُ أُحدِق فِي الزُهور إلى أنّ شَعرتُ بِيدٍ عَلى كَتِفي وَ نَظرتُ خَلفِي..
"أوه.. سَيد جُونغ مَاذَا حَدث؟"
يَبتَسِمُ فِي وَجهِي بَينما يَرفعُ كِيسًا قُماشِيًا بِيده الأخُرى يَضَعهُ أمامَ وَجهِي
"السَيد تَايهِيونق أتَى مُنذُ لَحظات، أحضَرَ لَك بِذلةً لِترتَدِيها في المَحكمَة اليَوم"
عَقدتُ حَاجِبَايَّ بَينما أُحدِقُ بِهِ بِصَمت كُنتُ مُلجَمًا عن الحَدِيث، وَ شَعرتُ بأنّ أطرافِي لِوهلَة أصبَحت هُلامِية الأمرُ حقًا يَحدُث
أنت تقرأ
No promises
Fanfictionلَطالما مَزجَت الحَياة ألوانها و وضعتهَا على لَوحة البَشرِ قِسرًا، قد بَعثرت الحَياةُ جُل ألوانها على لَوحتهُ البيضاء مُلطِخةً إياها بالسَواد حينما وَقعت عليه تهمةٌ لم يُنفِذُها، و رُفعِت الجَلسة عليه بالإعدام بعدما يمضي على وجوده في السِجن عشرُ سَن...