عام بالف

46 3 0
                                    

لم يكن كغيره من الاعوام ، كان منبع قوة تكونت من شتات الضعف و الضياع ، كان يحمل تفاصيل عميقة في كل ثانية مرت منه ، مرّ بأيامه اللتي حملت لنا دروسا. كان علينا ان نقاوم ، نقاوم من اجله ما نريد  فإن لم نفعل فسنقاوم اضعافا على تربة وضع لن نتاقلم معه ، تعلمنا منه ما تطلب منا جهدا بدنيا ، عقليا ، روحيا .. لم تكن العبر  بالمجان فقد كلفتنا قلبا باكمله ، كلفتنا  سعادتنا لكننا على يقين انها سترجع اضعافا في وقت  أجدر باستحقاقها ، خططنا لاحلام جديدة ، لمسالك جديدة ، لسلوكات اعظم مما كنا نفعل  ، لافكار اعمق مما كنا نفكر ، ارتفع نصيبنا من الحكم و العبر و رجاحة القول  و رصانة الاختيار ، ها نحن نحمل زادا جديدا ، ها نحن نتسلح بصلوات لبدايات جديدة ، لاحلام اعظم ، لمطامح ارقى ، لم تتغير الوجهة لكننا غيرنا خطط العبور ، غيرنا اساليبنا متسلحين بدرع الحب و رباطة الجأش نحو مكابدة الواقع اللذي سوف نحياه كما أردنا رغما عن انف الحياة ، فعنادنا و طاقتنا اعظم !
لم نحقق انجازات هائلة لكن اعظم انتصاراتنا كانت الطاقة اللتي تخلصنا بها من الاشباه و المتلاشيات ،، اشباه الاصدقاء ، اشباه الفرص ، اشباه الاوهام ،  حقا اكتشفنا رباطة  الجأش القاطنة في اعماقنا ، الشجاعة اللتي كلفتنا الكثير لكننا حولناها لطاقة مكننتنا من اتخاذ قرارات جريئة ، قرارات ربما هي مؤذية لكنها حققت لنا سلاما داخليا فهل هناك انتصارات اعظم ، من انتصارتنا عن كل ما يعكر صفونا و يهتك بطاقتنا  التي تيقننا من خلالها ان النصيب آت مهما سعينا و مهما ضاقت ، ما خلق لنا لن يفوتنا و ما فاتنا فلم يكن مخلوقا من الاساس ،، ستتيسر الظروف ، ستتعاضد الاحداث ، ستتحد طاقة الكون ، ستنقلب الآيات و سيبسط المستحيل جناحه من اجل ان نحضى بشيء مقدر لنا ، ما قدر بخط ملائكي ستشهده الملائكة و نحن نقبض عليه  كرؤيا في ليلة مباركة حين الفجر ، تطمئن الافئدة بالتيقن لمستقبل اعظم . اعظم من توقعاتنا حتى  اللتي قادتنا في بعض الاحيان لطرقات مجهولة ضاعت فيها طاقتنا و من ذلك تعلمنا تحديد الوجهة و معرفة الطريق قبل الخوض فيه ، تعلمنا ان لا نستنزف ارواحنا في الاحتمالات  المتزايدة  ربما هو سعي و دأب مفرط  فرغما ان الوصول احتمال فاستمراريتنا تحقق لنا راحة ضمير و سلاما داخليا سينهضنا للسعي بعد كل خيبة و سقوط . لن نحتفل بشفقة الحزن بل بالقوة اللتي خلقت فينا من جديد ، تعلمنا ما عجزت المؤسسات عن توثيقه . كنا نتعلم لا شعوريا . نتعلم بعفويتنا الطفولية دون ان نشعر : من طريق المعهد من الجلسات  من كل ما يعترضنا ، رسخت فالعقول ما سيطورها نحو قمم السمو و طبعت فالارواح ما حقق لها سلاما و كان ضررنا فالجسد المنهك الحامل لهذه الصراعات و الاصلاحات العظيمة ، امر عادي ، الاهم هو اننا نقوم باشياء متيقنين من نفعها يوما 
لم يمر سهلا كمر السحاب بيد ان السحاب فيه لم يمر ، خرجنا منه بطاقة و رصانة نحن على يقين من انها سلاح و درعا سنحتمي به من تحديات الحياة في العام المقبل ان شاء الله  ❤

{لا تحزن إن اللّه معنا}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن