عطاء

56 7 3
                                    

أثق تمام الثقة أن الله على كل شيء قدير ، أدركت  حقا معنى أن يتولاك الله : أن يتمم لك أمور حياتك بالطريقة الأيسر و الأفضل و اللتي تلفت إعجابك في تصميمها و برمجتها و دقة ترابطها لينال فؤادك  أعظم مما رغب و تمنى
وحده الله من سينتشلك في ضعفك و انكسارك و دائما تتدخل رحمة الله في لحظة ملائمة تماما بأشد الدقة و الرعاية الإلاهية : إما يغير السنن الكونية لأجلك أو يعلمك كيف تطير ، كيف تنهض بذاتك لذاتك و تدرك حقيقة أن الله سندك الوحيد مهمت زادت و كثرت الناس من حولك  و تدرك أن رحمة الله واسعة إن أصابت قلبك إرتوى و ثمل من العطاء ، تبدلت آلامه آمالا و مره حلوا و جدبه خصوبة و خير
هكذا هو الله يدير مسار سفينتك لتتأذى و تتذمر و تيأس بينما أنت لا تدري أن المسار الذي  كنت فيه كان موتك المحطم ، يضع لأجلنا خططا محكمة تتعاضد فيه الاحداث و تتغير من اجله السنن الكونية و يصبح المستحيل ممكنا و العذاب عذبا ليرضي قلبك و يشد عليه ليواجه ، ليعاصم ، ليعرف أنه احتمى برب رحيم ملك كل الكون في قبضته و له ميراث السماوات و الارض و ما بينهما فأعبده و اصطبر لعبادته 
في غفلة منك و في غفوتك في ما شغل تفكيرك تنزل رحمة الله عليك ، بوركت بالخير الاذي آتاك ، يتغلغل قلبك بطمأنينة تجعل منه اللين الصلب ، لين الاحساس  صلب الدفاع ، قلب يذكر الله و يتفكر في خلق السماوات و الأرض قائلا سبحانك ما خلقت هذا باطلا فقنا عذاب النار ، قلب. حي ينبض باسم التوحيد ، ينبض بالحياة ، ينبض بالخير و الرأفة
لهذا يا قارئي تيقن بالله يقين الطير اللتي تخرج جياعا فتعود بطانا ، رزقك مقدر و حياتك بجل تفاصيلها و دقها محفوظة و لو عرضت عليك كل الأقدار لأخترت القدر الذي اختاره الله يقول علي : إني أدعو الله في حاجة فإذا أعطاني إياها فرحت مرة وإذا لم يعطني إياها فرحت عشر مرات؛ لأن الأولى اختياري، والثانية اختيار الله و هذا نا يطمئن فالأمر أن الله آخذ بقلوبنا و جابر لنا و سند لم و لن يتزعزع فتوكل على الحي اللذي لا يموت و أعبد ربك عبادة  محب لا طالب للحاجة  و ستأتيك حاجتك دون أن تطلب .

{لا تحزن إن اللّه معنا}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن