علق قلبك بالله ...💫

259 12 1
                                    

يقول الأمام الشافعي "كلما تعلقت بشخص أذاقك الله مر التعلق لتعلم أن الله يغار على قلب بغيره فيصدك عن ذلك ليردك إليه " فعلقو قلوبكم بالله لا بالبشر و حتى و إن احببتم من البشر فالتمسو و تقربو ممن خلقهم لا من ارواحهم فها نحن قد اضحينا في زمان يُتًهم فيه الصادق و يُظلم فيه البريء و يتألم صادق نواياه ، يتألم الذي افرط في حبه في اهتمامه في صدقه نعم يتألم فنقاط ضعفك لأعدائك قوة و ربما الأعداء أطهر ممن كان ودهم مكذوبا و مشاعرهم مزيفة بالية ... لست احرّض البشر و لكني انبه و أعض كل ذي إحساس مفرط و روح هادئة في نظر البشر و تتعكر بسبب كلمة قالها احدهم و هو يمزح و تعيش انفاصامات متتالية و آلام دائمة يقول عمر ابن الخطاب " أحبب حبيبك شيئا ما عسى أن يكون عدوك يوما ما " و تأتي الضربة القاضية من أقرب الناس إلينا ممن يعرفون متى نضغف و متى نصلي على قبور قوتهم ، ممن يعرفون تفاصيلنا الدقيقة اللتي اصبحت سلاحا لهم و يصبح حالنا كحال العصفور اللذي غُرس في ظهره سهما كان يغرد عليه يوما ما فلا أراكم الله بشاعة القلوب بعد محبتها و لهذا فلتعلقو قلوبكم بمن يراها و يتمعن في ادق تفاصيلها ، ربما تستطيع اخفاء احاسيسك عن البشر لكن تذكر أن الله ينظر لك و يعلم ما ستشعر حتى و إن لم تستشعره بعد فعلقو قلوبكم بمن يحس بها اكثر منكم حتى نعم علقو قلوبكم بالله فكل انسان لا تميزه سمات وجهه و خلقه بقدر ما تبرزه تفاصيله ، اساليب عيشه، وجهة نظره ، احاسيسه المتراكمة داخله ، تناغمه مع البشر كلها ركائز غفلنا عنها و لم  نشعر لا بانفسنا و لا بغيرنا  و لقد مات العالم اللذي يعتبر نفسه اهلا للحياة بعد وفاة رسول الله نعم مات العدل و ماتت الثقة و حطمت القلوب و سلبت الحكمة من خلايا الادمغة و فماذا لو كان صلى الله عليه و سلم بيته قريبا منا و كلما قست علينا الحياة و اشتكينا له ما نشعر ... ٱنعدم طعم الحياة بعد أن أصبحت أكبر همنا و مبلغ علمنا و مضمون تفكيرنا ... نزح البشر عن الدين بقدر ما جذبتهم الدنيا نزحو عن الجمال و اعتنوا بالمال و ما الجمال ألا جمال الروح و نقاء القلب و سرمدية النوايا الطيبة فمن احبه الله جعل له واعضا من قلبه يأمره بالمعروف و ينهاه عن المنكر فاللهم أحببنا فقد تهنا في متاهة دون دليل في جوف برد و حر و ليل فنيلا ياا ربي لما تنتظره منا توبة يا الله لا نجزع بعدها ابدا ، بشرى يا رب كعلامات ظاهرة  تنبأ بنزول الغيث في جوف صحراء قاحلة تروي ضمئها و تنير فيها ما يكلل حلتها و يجعل منها نموذجا لغيرها  ، و مستقرأ لكل ضيف في بوابة حياتها و ما الصحراء ألا مشاعر الانسان القاحلة اللتي قيدته في عالم من الخيال و الاوهام اللتي اصبحت عائقاً في حياته ،في نومه ، و حتى في قوته و منبع قوته فمن العادي أن ينتهك الألم الروح عوض الجسد فالمادة تعالج بيد ان كسر الروح محطم و سيء لدرجة تتمنى عودة تماسك روحك اللتي اصبحت كشظايا حريق مدمر ركبت فوق امواج البحر فنقلت كلا منها ليابسة في عالم الخيال و  الروحانية المزدوجة مع عقل يتناقض مع إحساس فينتج هلاكا لصاحبه فأعان الله كل كاتم اوجاع و مريض نفسي و متناقض مع مزاجه و فلسفته في الحياة و حتى إن تناقضتم و علمت بذلك فتقربو لمن هو أعلم بما تكنه انفسكم  ، تقربو بمن هو أقرب اليكم من حبل الوريد فمن جعل النار بردا و سلاما فقادر ان يجعل الألم رأفة و وئاما ،،، نعم ربكم قادر على أن يبدل افراحكم احزانا و حربكم سلاما
فمن نسج على غار حراء بيت عنكبوت فقادر أنا ينسج على قدركم رزقا و قوتا أرحم بك من نفسك حتى تموت و ان متت فمن يحفظك فالتابوت ؟ ألا فٱنهض و توكل عليه في كسب قوتك فمن فوق سابع سماء يسمع سعيك و صوتك

{لا تحزن إن اللّه معنا}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن