مراد عيش

55 6 0
                                    

ليس من السهل التأقلم بقدر ما هو بالصعب التغيير من الذات لتكييفها  ضمن اشياء كانت شبه  مستحيلة الحدوث ، لسنا اكواب شاي او احذية لنغير من انفسنا من اجل نيل مكانة  او حفظ الود مع من لم يقدر ما قد خُلق بالفطرة فينا ، فنحن الفطرة و نحن الثبات ، طباعنا لم تتكون عبثا بل قد اخذت من لب سعادتنا و الزمن اللذي مر ياكل فتاتا من أعمارنا  : تكونا  من العدم كنا اطفالا نلعب همنا مشاهدة الصور المتحركة و نحن نأكل امام التلفاز  و هكذا كنا صغارا نستشعر دفىء العائلة في ليالي الشتاء الباردة و يتم ضربنا و توعيتنا على اشياء لم نكن ندركها  او تعرف قيمتها حتى ، إلى ان تزامنت الايام و الثواني لنستيقظ على يوم نحس فيه النضج ، ندرك فيه لذة الطفولة البسيطة التي تركت فينا اثرا طيبا و نبدا بتقبل  جزء من المسؤولية و الكامنة اولا في شخصياتنا اللتي ستكون لبنة و قاعدة ثبات لما سنشرع في بنيه في هذه  الحياة ، فمجرد التفكير في تكوين ذات عالية و شاملة لأنبل الصفات الراجعة للين القلب و دفئه و لرصانة العقل و شعلته وحده نضج : من هذه اللحظة بدأنا استيعاب ما الحكمة من خلقنا و كيف يجب ان يكون و من هنا بدأنا التيقض للحكايات اللتي يرويها لنا اجدادنا و للقرآن الصادر من الجوامع و لسنن الرسول صلى الله عليه و سلم و لكتب العلوم النفسية و لمن سعى فس ترسيخ بصمة نافعة  في الكون و في ثنايا هذه المراجع بدأنا التغيير من صفاتنا و الاخذ برشدنا و حذاقتنا فليس من العدل ان تغير من نفسك ذرة لارضاء احد او مجموعة ، كلفك ذلك أرقا و نفسا جادلتها و حاربتها لتغيرها و تصحح وجهتها ، لا يوجد  من ذاتك مقاسات مختلفة و تصاميم تتصنعها لتتأقلم بل التأقلم يكمت فالطاقة النفسية  اللتي صنعتها للتكيف مع  اي محطة تمر عليها : تكمن القوة فالثبات لا فالتصنع و التنكر ببدلات ملائمة ، فحرصا على ذات استوت بين كفة دين و دنيا ، طباع راقية ، شان عال لم يتكون بالسهولة اللتي ستجعلك تغيره ، حرصا  على نفسك من تغير الازمنة و الامكنة  ، فاشرع في تكريسها بصدق و محبة و عطاء يكونو حاجزا لك من التصنع و الفلات 🤍

{لا تحزن إن اللّه معنا}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن