الفصل الثامن عشر

18 4 0
                                    

                    Between Love & Revenge



تقدم زعيمهم من بين العديد من الرجال قائلا والسيجارة بين يديه :" دخيل؟"
لِيردف المنتصب بجانبي"لا أظُنُّ انك ستقول ذلك بعض قليل"

نظر نحوي مُتمعِّنًا لِيسقط السُّم من فمه فاتِحا عيناه على مصراعهما نابِسًا بِذهول :" أنتِ....؟"
   هُنا قطعت الإتصال الصوتي.

-آيزن مُحرِّكًا الرادارات الصوتية : لا ،لقد قُطع الصوت.
- نيكيل : تبّّا!... أيُعقل أن جهاز الإرسال لا يستجيب تحت الأرض ب ٣٠ قدم؟
-آيكون : لكان البثُّ قد قُطِع كذلك.... أيمكن أنه تَعَرَّضَ لِعارض.
- ميراي : رُبَّما، فمكانه ليس بثابت.

  .
  .
    حالما تعرف علي ذلك الوغد قطعت الإتصال الصوتي، لأن ما سيُقال يجب ألّا تستمع له أذنٌ قط...

- "إنها أنت حقًا... آنسة عائلة كويرك المُبجّلة" نظر بعيني ثم أبعدهما ضاحكًا وأكمل "لما حضرتك هنا آنستي؟"

  فقلت له بعجاله "إيّاك والإنحناء، للآن فقط"... ابتسمت نابسة "أنا أعمل مع المخابرات الآن" لِتُرسَمَ على محياهُ تعبيرات لا تُقرأ... أكملت " لذا نحن عينٌ واحدة؛ فاحذر جيدا، وتذكر عليك تلَبُّسُ دورٍ لا تثير فيه شكوكَ من حولك آرثر "... ارتبك من اصطحبني لِهُنا، فهو لا يدرك سبب صمتِ رئيسه.

    تقدمت مع آرثر نحو طاولة مليئة بالقرف، جلست جلسة راقية كما المُعتاد واضعة في فمي سيجارة كلاسيكية من التبغ العريق قدّمها إلي مُردِفًا" ماذا تفعلين هنا بحق خالق الجحيم، أللقبض علينا... مثلًا".

    قال جملته الأخيرة ساخِرًا، فردَدْتُ عليه بإيجاب لسؤاله، بطريقته التي استفزته... قال " أتعلمين من يزودنا بِكُل هذه الأسلحة والمتفجرات، الأدوات والمخدرات؟" فأومأت له مجددًا بالإيجاب، أكمل بطريقة دفاعية مُسيطِرًا عليها الهجوم " مؤكد أنك تعلمين أفضل مني...إذًا؟ إذًا أستقضين على أحد الداعمات الأساسية لأعمال عائلتك؟ أمستعدةٌ للخسارة؟.

   آنذاك مَلِلتُ من مدحه لنفسه ومدى أهميته، وعن دمار العائلة... بقي ساكنًا حتى بدأت إجابته سؤالًا تِلو الآخر
" بلا، أعلم أنك وسيط، مُنفذ، كلبٌ وعبدٌ تعملُ تحتَ إمرتِنا لِعُقود ؛ لذا اطبق فمك جيدًا ولا تُعطِني مُحاضراتٍ كما لو كُنت سيدي... إضافة لذلك لقد قُلتَها بِلِسانك"داعمة" أكانت أساسية أم ثانوية إنّها لَسواء... وليست روح حشرة قد تُكون سببَا لِخسارتي"

    وقفت ثم تقدمت نحوه واضعةً كَفَّ يدي على وجهه الممزوج بعلامات لا تدلُّ إلّا على الخوف الذي يستشعر قدوم حاصِدِ الأرواحِ قريبًا. نبست" أليس كذلك؟ "
   ازدرق ريقه مُتلفِّظا آخِر كَلِماته" إنّكِ لشيطانةُ كويرك بالفِعل... ميارا، رمقني بنظرةٍ تُظهِرُ ولائه الدامي، التقط آخِر أنفاسه المُلوثة بنقاءٍ يَنبُعُ بالإنتماء... أغلق عينيه بارتخاء، كان قد وضع بالفعل لُفافة التبغِ الأخيرةِ المُتبقِيَةِ بين شفتيه المرتجفتين حتى هدأتا .
  
   كان الجميع يُراقبون بإمعان، لا دراية لهم بالمجهول، التقطتُ الولاعَة وذهبت بها نحو أقرب برميل بارود، فأشعلتُ شرارةً دبَّت ألسنة لهبها بالمكان، تلاطم الجميع هنا وهناك.. فوضى عجَّت في المكان.. صِياحٌ دَوّى صخبه  في الأرجاء.. نظرتُ نظرةً خاطِفة وخرجت من الباب وأقفلته بإحكام، كنت بالفعل قد رأيتهم يركضون نحوه قبل الإغلاق... ثم خرجت من المرآة.

ما بين الحب و الإنتقام | Between Love & Revenge  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن