الماضي الأليم ( ١ )

74 12 7
                                    

ضحك الأسمر الواقف أمامها وقال : هذه قطتي البرية التي دربتها.
.

.

.

.

لنعد بالزمن ٢٢ سنة للوراء لذلك اليوم الجهنمي الذي حرق طفولتي.

كنت ألهو في مزرعتنا في احدى القرى الجميلة اطعم الماشية وأصطاد الفراشات هنا وهناك حتى أنهكت من التعب فارتميت على العشب حتى صدمتني أشعة الشمس الذهبية الخافته ونسيم الهواء العليل وكانت الفراشات تداعبني .... كانت فرحتي عارمة لأني على علم بأني سأعود لبيتي الذي تفصلني عنه بضع خطوات لِأُلاقي أمي محضرة لي كعكة يوم ميلادي وأبي ينحت تمثالا مصغرا لي ويغمراني بحبهما القاتل اللذان يوضحان فيه امتنانهم للرب على رزقهم إياي هذا ما اعتدت عليه كل سنة.

توجهت للبيت مسرعة حاملة بيدي طاقة من الزهور الحمراء التي وجدتها على مقربة من المزرعة كانت أول مرة أرى بها هذا النوع من الأزهار لذا قطفتها وحملتها معي حتى توقفت برهة أمام بيتي لأرى سيارة حديثة كالتي أراها على التلفاز تقف خلف المنزل بقليل تجاهلت ما رأيت ودخلت، حتى رأيت أبي واقفا يمسح دموع امي التي انهمرت كالشلال دون توقف ويقول لها : لا تقلقي عزيزتي لن يحدث شيئا ثقي بي.

عندما رأيت أمي صفنت قليلا بما رأيت كانت ثاني مرة أرى بها أمي تبكي بخوف وحرقه ونبست بخفة قائله : أأ.. أمي....... نظرت لي أمي ومسحت دموعها وركضت تضمني بين ذراعيها وتقول لي حبيبتي لما اتيتي.

لحظة.... ماذا؟
تسائلت بنفسي وقلت ما الذي تقوله أمي؟...... هي دائما تقول لي لا تتأخري وعندما أعود متأخره تقول لما تأخرتي؟

عندها نظر أبي ليراني مستغربه مما أرى ومما أسمع وانا غارقة بعناق امي الدافئ..... ثم أدلف متداركا الموقف قائلا : عزيزتي ميراي لقد حضرت لك هذه المره هديه أكبر.

أيظتني كلمة "هدية أكبر" من شرودي وقلت بدهشة : ها حقا أين هي؟
.... قال لي اذهبي وارتدي فستانك المفضل لكي نحتفل بعيدك السادس يا حلوتي..... ضحكت وقلت حسنا يا قلبي.

صعدت إلى غرفتي وتزينت بحلتي وارتديت فستاني الأخضر ليعكس على عيناي ويصبحا باللون الزمردي، وسرحت شعري وجعلته منسدلا و زينته بطوق الياسمين... نظرت لنفسي بالمرآة لأتأمل جمالي الخلاب وأدور مثل العصفورة في الفستان هنا و هناك حتى رأيت انعكاسا بالمرآة.... لقد كانت تلك السيارة ماتزال واقفة لم أرتح للأمر، فنزلت على الدرجات مثل الأميرة ألهو ممسكة فستاني.

لأرى أمي وأبي يبتسمان ويضحكان لي ويغنون أغنية عيد الميلاد والشموع مضاءة والبيت مزين بالأضواء والورود والأوراق، ثم أكملت خطواتي نحوهم وأنا ارسم ابتسامة ممدودة على ثغري، وأغمضت عيناي فأتمنى بداخلي أن أظل مع أمي و أبي حتى نهاية عمري ثم فتحتهم ونفخت الشموع وقطعت الكعكة 🍰 وتناولناها.

ما بين الحب و الإنتقام | Between Love & Revenge  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن