~ الفـصل الخامـس ~ ✔️

69 8 5
                                    

دخلت إريكا منزل مَـفتوح الباب
«نادِ لي والدتك يا فتى»
خاطبت فتى صغير العُـمر، فأخرج لسانه وحرك رأسه نافياً باستفزاز :
«لا»
فأمسكت ياقة سترته و حَـركته وصاحَت :
«خالة كاثرين سأرتكب في ابنك جريمة»

فجائت المقصودة ضاحكة وهي تنشف يدها من غسيل الجبال المتسخة المُسماة بالأطباق :
«حسناً حسناً اتركيه»
تركته، فحاول تعديل ياقته وهو ينظر بإنزعاج لها، ذهبت إريكا لتسلم عليها، احتضنتها حتى كادت أن توقعها
«تمَـهَّلي يا فتاة»

«ماذا حدث كاثي، أين من علمتني القفز ؟»
قطبت حاجبيها فقهقهت الأخرى وهي تُفصل العِناق
ثم اردفت بصدق
«أنا جائعة كثيراً»

«حسناً سأضع الطعام، وخُذي طعام للمزعج والفتاة اللطيفة أيتها المزعجة»
وضعت إريكا سبابها على عينها اليمين تمسح دموعها الوهمية : «أنا مُزعجة، قلبي قد تحطم هل سمعتيه»

تكلمت كاثرين بغير اكتراث لكلامها :
«هيا اجلسي و سأذهب لأجلب الطعام»
لذا تغيرت الملامح المخادعة؛ نتيجة لهذا الكلام
و أكلت مع كاثرين وعائلتها وجلست معهم حتى جاء الليل وحينما ذهبت قد أخذت حقيبة الطعام التي حدثتها عنها الخالة، و عندما كانت تسير، أحسَّـت بريبة

وجهة نظر نيكوس :
ظللتُ أبحث بأعيُني عليها، من هي التي يتسائل عنها الجميع ؟
و كيف يعرفوها وما هو اسمها و لقبها ؟
غامضة المظهر والنوايا، ترتدي مثل الرجال ملابس واسعة، خائفة وتتظاهر بالصرامة!

وصلتُ إلى ممرٍ ضيق بعض الشئ، به أكثر من زقاق ولم أجدها، لا لليأس فسأعلم سرها و لطالما فعلت مع الجميع
دخلتُ في الازقة ثم و أخيراً انتهيت من التفتيش في القرية و رأيتها، فخفضت صوت السِير الخاص بي، ثم اختفت
اللعنة فقط اللعنة !

انطلقت باحثاً عنها بخفة ثم سمعت هذا الصوت الماكر من الخلف مُصاحب لسكين على رقبتي :
«من أنتَ أيها الغريب؟»

يالجرأتها!
«الساموراي أريستارخوس»
ثم دعست قدمها، تآوهت فبدأت تُبعد السكين، ثم حاولت التقدم إليّ ورفعت يدها اليمين لتضربني فرددت هذا الآذى ضِعفاً لما كانت ستفعله بإستخدام سرعة الساموراي في إستعمال اليد، نظرت لي بملامح متفحصة وهي ممسكة بذراعها التي رفعت عن مرفقه الملبس، فظهرت جروح صغيرة ومع ذلك كانت كثيرة

عندما لاحظت مشاهدتي للخدوش قد ضَربتني بِقبضتِها الخفيفة، سارقة و مُتلاعبة أيضاً!
حسناً انتهى المزاح
عندما رفعت يدها فردتُ كفي وضربت به منتصف مِرفقها وقلتُ بنبرة جادة :
«بل من أنتِ؟»
شاورت على ذاتها و اتسعت أعينها و تكلمت بصدمة ممتزجة ببراءة كاذِبة، هل هي تتغذى على الخداع ؟
«أنا، أنا فتاة بريئة»

لن اغضب و لن اقتلها سأبقى هادئ .
ضيقت عينيها كأنه تربط الأحداث ببعضها :
«لم تقتلني، ومهاراتك غريبة بعض الشئ وتسألني من أنا»
نظرت إليّ و تحدثت :
«اعرف بمفردك المُتعة تكمُن في الإكتشاف»
و ذهبت، و زادت الأسرار أطنانٍ

أريستارخوس | Aristarchusحيث تعيش القصص. اكتشف الآن