~ الفـصل السادس عَشـر ~ ✔️

40 5 0
                                    

خابت الحروف في مهمة الخروج من حلقها لذا ظل ينظر منتظر إجابة، تتخبط أثر كلماته، وكأنه وعدها بالحماية لِلـدهر، اتفاق بالإفراج عن أسرارها معاً والشفاء من كل خدش للماضي والمستقبل، من مُعالجة قلبها الذي امتلئـه الأسى حتى ركبتها المُصابة من جروح بسيطة أثر الركض.
وعد بالشفاء بين أنظارهم المتعلقة في الآمال لبداية جديدة.
تلعثم عقلها لترجمة أي حديث فقرر تحريك هذه الأفكار والنُطق بأكثر كلمات غَـبية في موقف كهذا :
«أنتَ لا تمتلك ثقوب في روحك، وأنا لا أسمح أن يكون أحد ترياقاً لي وأنا لا أكون له شيئاً»
تذمَّـرت بِشدة لتتوسـع عيناه بتعجب، حكَّ كفه بجبينـه.
ثم عاد لجلـسته وبدأ يعض شفته وينظر للغرفة كأنه يحل شيئاً.
«أنظري، لا يوجد أحد مثالي، أنا لقبي أفضل قائد لكنني ممتلئ شُقوق تؤثر عليّ وفي معظم الأحيان تؤثر على قراراتي وتجعلنا على وشك السكن في سُجون»
أمسك بكفها ونظر إلى أعينها المندهشه :
«أعلم أننا مشتتـون بسبب فضولنا حول بعضنا البعض، لكن لما لا نستمتع ؟، أنا أحب الإكتشاف وأنتِ أيضاً»
ابتسمت برقة، لكن انقلبت ملامحها مرة أخرى وقلقت جفونها فظلت تذهب بأعينها هنا وهناك ثم سألته متوترة : «الفضول هو الرابط؟»
فهم ما تقوله، بعد إكتشاف الماضي ماذا سيحدث؟
طبطب على كفها وجاوبها ببساطة : «أظن أننا سنكون على وشك الذهاب لحفلة وسنرتدي ملابس مميزة لهذا اليوم»

لم تفهم لكن تذكرت جملة بيرلا في يومٍ :
«أتصدقي، عرض عليّ الزواج عند أعلى سطح وتغزَّل وقال سنرتدي ملابس جميلة مميزة في زفافنا»
بهـجتها في ذلك الوقت كانت لا تُساوى بشئ

علم أنها تاهت في أفكارها ليمزح معها : «قاضية شاردة! أشفق على المجرمين سيكون سجنهم أفضل من يوم المحكمة»
ضحكت معه ثم تذكرت جملته قطبت حاجبيها وضيق أعينه بريبة من هذه المريبة بحق!
«لا تخدعني، أنا فقط أريد الخروج وأريد ونيس في خروجي»
أومأ لها وأردف بابتسامة :
«حسناً»

قلب الملامح دخول انترانيك وبيرلا بعده ومعها مشروب لإريكا، الشئ الذي فاجأهم هي كلمات نيكوس مُتخذة نبرة قاسية وملامح كذلك : «ذو دماء»
قهقه انترانيك بغير مرح ليقول بوجهه غيظاً : «هل تعرفني يا هذا؟، نعم أنتَ في أمانها لكن إياكَ وتخطي حدودك»
ابتسم نيكوس بعدما استقام ليقف أمام الآخر.
إريكا كانت تحدق بعدم فهم مُتعبةً من كل ما يحدث، كأنها رفعت حِمل على كتفها وازِن أكثر من المُعتـاد.
نبس وكانت رموشـه تساعده بإخفـاء نظراته الحاقدة على من أمامه، كأن هذه الحَواف الحالِكة تخاف على مشاعر سارقـة الفواكة فستتخفى عنها :
«أبوك ظالـِم وأنتَ ابن لأبيك»
خيوط ربط الأحداث لديهم أنقطعت، انقبص قلبها عدا أنه لم يفعل لجملته بل توجُس من استنبـاطْ القادِم، إلا أنه زادها رغبةً في علاجه وتعويض كُـل شئ، تقنع ذاتها أن ما تشعر به هو امتنان أو إعجاب طفولي سيذهب كما كانت تفعل مع أطفال الحي، عدا أن الواقع يلوِّح لها باستفزاز ويقول أنها لم تحسّ بالجَمـال هذا سوى الآن.

أريستارخوس | Aristarchusحيث تعيش القصص. اكتشف الآن