~ الفـصل التاسِع عـشر ~ ✔️

21 5 0
                                    


«قابلي حبيبكِ واجلبي لي باتريك.»
«قابل إريكا.»
رسالتين وصلا لهما مختومين من الملك عندما عادا من المدينة، خرجـت من المتجر ووجدته أمامـها فتكلمت بابتسامتها:
«سطوحنا ترحب بقائد.»
سُحر من نَبـرتها التي توجِّـه له احترامًا، لم يعبـأ برتبته فطلب منها:
«يكفيني أن ترحبي أنتِ.»
نظرت لأعينه وكأنها لمحتها تبوح بشيء، تجاهلت الأمر عندما وجدته يُبعد نظره، أمسكت كفّه ليندهش فضحكت:
«هيا أمامنا مُهمة.»
اغتاظ بداخله وعبس متذمرًا: «لم يقل لي عن هذا؟»

وقفت أمامه وقلبت كلامه عليه:
«الآن أنا القائـدة وأرحب بكَ كتلميذ.»
أزاح خصلاتها المُتمردة وطلب منها بترجي لا يتوافق مع الحَـديث: «علمـيني كقائدة الوقوع في الحب بدون أسرار، ليكون حبيبكِ ذو بأس، يتكلم بدون ألغاز.»
ثبتت في مكانها، يُلّـمح بضعفه ولا يجوز البوح، كانَت قد بدأت في التعب من الاستكشاف إلا أنـه بكلامه المُختلط بالمفاهيم الغريبة عليها، عرّفتها على أمل جديد، بقدرة جديدة على اكتِـساب الحقائق.
«أنا مُعلمة جيدة.»
كان هذا كُل ما نطقت به ثم ركضت معه في أنحاء القرية بخفتهما.

قابلتهما چوي وأهدت إريكا ورقةً مطويّةً فأومأت الأُخرى، ابتسم نيكوس بخفة على جديّتهما إلا أنه سرعان ما قلب ملامحه.

أوقفته إريكا على سطح ما، وبدأت في فتح الورقة.
«هل لـكِ أن تعطفين عليّ وتخبريني؟»
نظرت له بحنق لتذمره المتواصل، إلا أنها أعطته الورقة التي لم تفهم منها شيئًـا واتضح أنها خريطة ما.
«ما هذه الخريطة؟»

«خريطة لبيت باتريك.»
اتسعت أعينه كأنه غير مصدق، فنظرت له باستفهام، ثم سألها وهو يضع يده على شعره الطويل، الحركة التي جعلتها تشرد فيها.
«ماذا تريدين منه؟»

«القبض عليه بتهمة بعث الجواسيس.»
جاوبته بملل، عـدا أن ما أوقف هذه الحادثه هو سؤاله بنبرة هادئة:
«فقط؟»
نفت برأسها بدون تردد:
«لا، ليس فقط.»
لم يجاوبها فقط أومأ لها ثم بدأ في التخطيط معها.

دخلت هي من شباك ما لغرفة، وتحركت بخفة، سمعت لقاء سيوف كما توقعت، فنيكوس دخل من الباب الأمامي باحترام رافضًا التسلل، لأنه قائد!
أخذت خنجر كان مُلقى به على طاولة وخرجت لمكانهم.
«أيتهـا الـ......
لم يُكمل بعد تهديد الموت الذي استقبله من سيفه الذي أخذه المُختلس،
كبّله نيكوس بما جلبته چوي لهم كما أمرها انترانيك في رسالتـه، تحت تهديد الخنجر.
«أنت تعلم التدريبات.»
همس بها نيكوس وهو ساريًا ومعه المُقيد، فابتسم باتريك بخبث.

«أنا لا أريد الدخول.»
نظر لها بعمق عندما وصلا أمام بوابات المملكة حتى حزنت من عدم فضحه للازعاج بداخله، أومأت له وهي حانِـية الرأس وتكلمت بهدوء:
«حسنًـا، أعتذر أنني جعلتُكَ تُسافر معي.»
كادت أن تلتفت لترجع إلا أنها وجدت الخيل يذهب للحرس الملكي وصوت أريستارخوس صاخبًـا:
«جلالته سيعتني بهم.»
ابتسمت من تصرفاته الطفولية والإهانات الصغيرة التي يوجِّهها، لقد تحدّى آلامه لأجلها وضحكت بعلو لهذا، قاطعها وهو غاضب:
«يا مُدمنة الفاكهة هل ستأتي أم ستظلي ضاحكة؟»
لحقته وهي تركض ويدخلون، الحرس انحنوا لهم لأنهم قد علموا بخبر من مدينة القصر.
كان باتريك مُهانًا معهم، ملابسه المتقطعة، ووجهه الـملكوم.
ركبا عربـة لكي يصلوا أسرع وحاول باتريك الحركة لكي يهرب وهو مازال مُقيد الأيدي إلا أن الخنجر المسروق من منزله قد عانق رقبته وكلام إريكا اللعوب المازح دخل أذنه بوضوح:
«أيا عزيزي الآثم، انتظر لتلقي العقاب كي لا تأخذه منّا.»
لمحت زاوية شفتيّ نيكوس تتحرك بعدم رضا قبل ما تلمع عيناه بالفخر عدا أنها لم تهتم كثيرًا!

أريستارخوس | Aristarchusحيث تعيش القصص. اكتشف الآن