~ الفـصل الثالـِث ~ ✔️

116 8 7
                                    

بعد مُدةٍ عادوا من حيث أتوا البارحة، وحينما رحبَّت يوكو بهم بابتسامة واسعة كان نيكوس شاردًا في لغز الفتاة الذي ذهب لها مُعلمهُ خصيصًا، مُنذ متى كان يهتم باللصوص؟

«مرة واحدة أبي»
قالتها يوكو بتوسل مرافقة أعين الجرو اللطيف
«لن تخدعينني»
أردف والدها عقب انتهاء كلامها ليختصر هذا الحِوار، بلا مبالاة ولم ينسى الابتسامه، وفي ثانية تنقلب ملامحها وحوَّلَت نظرها عن هذا الطلب.

دائمًا تطلب أن تضع هي السيوف في أحزمتها المُعلقة في جدران المنزل خلا أنهم دائماً يرفضون؛ لأنها لا تعلم إلى الآن كيفية إستخدامها ويوكو فضولية تحب تجربة الأشياء، نظرت إلى نيكوس فرفع إحدى حاجبيه:
«هل ستترجيني؟»
حركت رأسها ببساطه نافية ونبست بفظاظة:
«لم أيأس إلى لدرجة أن أترجى ثلج»

قهقه عليها أبوها ونظر نيكوس بلا إهتمام وغادر من أمامهم، دخل إلى غرفته وأخرج لوحتين مُربعتين من الزجاج ملتصقين ببعضهم إلا أنهما يضُمَّان رسالة ذابلة في وسطهم، مكتوبٌ في مُقدمتها اسمه «Νίκος» بلغته الأصلية و بجانبه قلب مرسوم كاد يبكي من كثرة الحبر التي تخترق أعين الناظر له، سرعان ما تذكر سبب كل هذا الحبر

«أمي هل بقدر الحبر سأوضح حُبي لكِ»
وضع ذراعيه حول رقبتها عندها ابتسمت ذات الأعين البنية وأكدت وهي تعانقه:
«نعم حبيبي»
ثم عندها انضم لهم رجلٌ وهو يقول عالياً متصنع الغضب :
«عناق من دوني أيها الخونة»
ضحك نيكوس ذو الخامسة من عُمره لوالده الآتي من العمل، متناقضاً مع البالغ من العمر الثامنة والعشرين الآن.

أما في الخارج
«هل تتشوقي للعمل مثلنا» نطق يوشيتو بملامح وجه جدية متفحصاً ردة فعل إبنته، وكُلْما قال لها يوماً كانت إجابتها
«نعم، كثيراً»
هذه هي الإجابة المُعتادة، فرَك شعرها من الأمام قليلاً:
«هيا ستحملين الأوزان»
ومن هنا بدأت التذمر بهمسِ للمُمساعدة التي تتحمل منها الكثير وتذبذب بقدميها على الأرضية الخشبية
«يوكو»
حسناً، لقد انتهى وقت المزاح عندما نادى أبوها على اسمها، بدأت بنقل الحقائب الضخمه الممتلئة، ونيكوس خرج أخذ السيوف ليعلقهم بعدما نفض أفكار الإنتقام من رأسه التي تسكنه للمرة المائة في هذا الشهر ونظر إلى صديق في المنزل ليبتسم ويتناسى حُزنه

«أيها الحجري»
خاطبت نيكوس ونظر لها كانت تتعرق وتحمل حقيبة كبيرة في أحضانها، لوَّح بكفه أمامها بإستفزاز لترمقه بغيظ، انتهت ثم وقفت تنظر له وهي محتارة من أمرها ثم سمعته:
«ماذا تريدين أن تقولي؟»
نطقت بهدوء:
«جوليان و صوفيا لقد ....»
صمتت عندما قاطعها:
«تكلموا عني»
صححت لها مبتسمة ببلاهه:
«حقدوا عليكَ بسبب حب و إحترام المدينة لكَ»
لم يمنع ابتسامته الخَفيفة عن الظُهور:
«هذه الحمقاء مازالت تضايقك أليس كذلك ؟»

أومأت له بعدم اهتمام و قالت واثقة:
«إنها تعتقد إن ابن الحاكم يعني أنه المثالي، لا تعلم انه سكير مستغل»
وحينما نطقت بكلمتها الأخيرة قد تقلبَّت ملامح نيكوس من الابتسامه إلى الجدية والعودة إلى السيوف الحادة وشعرت أنها احزنته فنظرت له بعدما حاصرت طريقه بوقوفها أمامه، حرك رأسه بهدوء لتتزحزح من مكانها، هي قد علمت أنه ليس غاضب أو حزين الآن

أريستارخوس | Aristarchusحيث تعيش القصص. اكتشف الآن