~ الفـصل السابع عشر ~ ✔️

28 5 0
                                    

ودّعـت هالته التي أنعمتها بالراحة لساعاتٍ متتالية، ابتسمت له في حركة شاردة مهمومة من فراق بعد نظرات عشق له وهو غارق في الأحلام الوهميه، فأتى وودعها بقبلة حنونة أعلى رأسها، لم تشعر بشعرها الذي تحرر إلا عندما وجدته يبتسم باستفزاز، أخذ المشبك خاصتها فتقدمت لتنالُـه عدا أنه قال ما أسكتها : «سأعطيها لكِ يوم الحُرية»
ركب جوّاده وخرج متجاهلاً الكراهيه السائدة في الأرجاء، وهي كانت في شجن متسائل "هل سأنالها يوماً؟ "
أسيتوقف هذا القلب الخافق من طرح أسئلة لا إجابة لها يوماً ؟

ترادف حالها معه أيضاً، ألحَّ على هذا اليوم وقال أنه قريباً جداً، سيخرج من حُكم والده ويحمي الجميع، لا يستطيع وحده سواء كان بمفرده أو مُسلح بسيوف عدة، لكن سيحتاج مساعدة..منه.
لأنه حامي كما رآه معها لذا سيتجنب كُل الغرائب وسيتعاون معه في النهاية.
وصل إلى القصر بعدما قذف المُجرم حتى زنزانته ووصّى بالإعدام لهذا الهرب وتجنّب ذكر مُحاولة قتل إريكا، هُنا هو الملك ولا يجب تداخل أموره الشخصية لكن بطريقة أو بأخرى فسيموت أندريان، سواء من جروحه البليـغة دلالة أفعاله أو من خنق رأسه وتوديع الحياة.
والدته وقفت أمامـه مُبتسمة، كابوسها انتهى، أندريان انتهى.
سخر بداخِله على هذه الأم التي لم يحسّ بها قط!
حالما لمـح إيثان مطرق الرأس عَلم ما سيدخل عليه بعد ثانيتين.
«أتعـتقِد أنكَ بهذا التاج ستستطيع عصيان أوامري»
صوته عج بعنف وهو يتحرك ناحية ابنه بملابسه الباهِظة وما قابلته هي نظرة لا مُبالية وكلام هادئ :
«ماذا؟ أنتَ حزين لأنني تخلصت من تابع عدوك الذي تهابه؟»
ذِكر اسمه أيقظ الغضب داخلهم جميعاً والخوف داخِلها، هرب مرة أخرى من الحقيقة وصاح بابنه مُعتقد أنه الآن ستُحل جميع المشاكل :
«أنتَ قد تخطيت حدودك»
أغمض إيثان الواقف بعيد نسبياً عينه كي لا يُلاحظ تطاول أبيه على قدوته في الحياة، سنده الذي طالما وقف بجانبه مُستعداً لفعل أي شئ فقط لضمان مسـتقبله، إلا أنه لم يسمع صفعة..
عيناه فُتحا بخفة وقد أبصَر ما أفتخر به دائماً، أخوه صامداً أمام هذا السابق ويقبض على ذراعه الذي سُد طريقه لِوجنة ابنه.
«لا ماثيوس هاريس، أنتَ مُخطئ، أنا تخطيت الحدود التي رسمتها لي، لكن أنا الملك لا حدود لي وواجب على الجميع طاعتي»
لم تختلج رموشه ولو للحظة.
سكن ماثيوس على الأرض صامتاً بعدما احتضنت الصدمة وجهه، أما الآخر فإتجه لوالدته : «لا تُجبريني على صنع هذا معكِ»
وسَعت حدقتاها وركضت لزوجها وهي تشتكي من ابنها، فلذة كبدها التي ألقته أمام غضب أبيه مرة أخرى الآن.
«تكلم معنا بتهذيب أيها العاق»
كان سيرُد عليهم لكن أوقفه كفيّ إيثان الذي يطالبوا راحة من كل هذا.
«كفى أمي»
نبس بصوت ليس عالياً جداً لكن كان كافياً لاستفزاز كبريائها.
«اللعنة عليكَ، أنا لست..»
هنا كانت لحظة صامِتة، عليهم جميعاً.
تبيَّـن القلق على ملامح الأب بطريقة مثيرة للشفقة، إيثان نقطة ضعفه، قد علم أنه ليس ابن هذه المرأة!
ليس ابن الملكة!

أريستارخوس | Aristarchusحيث تعيش القصص. اكتشف الآن