روي أخَـذ يتنقل في السوق ويشتري الأشياء وبالطبع لم ينس الحَليب، في حين كانت الشقراء تُراقِـبه، لمحها ولم يزوِّدها باهتِـمامه ولو للحظة بل تكلم مع امرأة كبيرة في السن قليلاً ولم تكتم ليتيسيا فضولها فسمعت الحوار
«أنتَ أيها الوسيم»
خاطبته المرأة فابتسم وتبسَّم معه البائعين، فرد عليها :
«نعم يا مَليحة»
ضحكت المرأة بوسعٍ وضربت كتفه بخفة، سمعوا تاجر الحلوى يقول :
«جميع النساء وقعن في غرامك يا فتى»
و تابعه بائع آخر مؤيداً رأيه :
«نعم، على الأقل اتركها لنا»
فالتفت روي إلى المرأة وهمس لها :
«أظن أن لدي منافس في سرقة القلوب»
وأنهى حديثه بغمزة لتقهقه المرأةغادرهم روي بعد قليل وهو حامل بضعة حقائب، سدَّت طريقه، زفر و حاولت تجاوزها إلا أنها كانت ببساطة تواصل إعاقة السير
«تزحزحي من طريقي»
تكلمَ فشعرت بالحرج قليلاً، تركت هذا المكان بعدما نظرت له بيأس، أكمل طريقه
ثم بدأت صور و أصوات تخطر بباله، سمع صوت ليتيسيا وهي تتذمـر :
«لما لا تُبالي بي ؟»
لم يفكر كثيراً قبل مصارحته :
«لأنك لا تُحبينني، فقط مشاعر غريبة فاضت بداخلك لأني لا أكترث»
وحينها همست، لكن كانت قاسية وقد علم أن ظنونه كانت صحيحة :
«أيها المُشرد»عاد إلى الواقع، في الحقيقة أنه يتعاطف معها، هي لم تتعلم كيف تُحب، فقط علمتها والدتها أنها أفضل من أختها ويجب أن تكون!
دخل في طريق، قليل هم من يسيرون فيه
ثم وجد أحد أمامه، كان طويل عنه، و يقبض على سيفه المزخرف بكتابات من لغة غريبة عن روي الأمريكي، سيفه عَجيب بعض الشئ في تصميمه حيث كان به حافة مُنحنيه ورفيع، كان سيفاً طويلاً، تحيَّـر روي في داخله عن كيفية عدم ملاحظة وجود هذا الرجل، لكن عن ملامح وجهه فهو تظاهر أنه ليس متفاجئ ونظر له بلا مُبالاة، فبالتأكيد إذا كان أحد من خارج البلدة وجاء له فهو يريد شيئاً ولن يقتُله قبل أن يأخده، خاطبه الرجل ذو الأعين الخضراء الغامقة :
«أين إريكا رونالد؟»روي قد اندهش أكثر بداخله برغم عدم الإيضاح بهذا، لكن كيف من خارج القرية ويعلم اسم والدها ؟
هل هو من المملكة الدموية ؟
لكن استبعد هذا الاقتراح لأن هيئة الرجل أمامه كانت مُختلفةهذه ليست ملابس جيش المملكة الدموية، فقد كان يرتدي قميص أبيض واسع لكنه يوضح أنه يتـدرَب، وبنطال واسع اسود وفوقهم لَبس ستـرة طويلة حتى رُكبتيه بدون أكمام ولم يربط حِزاماً او شئ عليها فتركها مفتوحة، ثم أين الرسالة التي يطالبه بها؟
بعد قليل قرر روي الرد عليه ببرود :
«ليس من شأنك، ثم أنتَ ولماذا تريدها ؟»
فجاوبه نيكوس ببرود مُماثل :
«ليس من شأنك»
زفرا الإثنان بحنق و انزل نيكوس سيفه، ثم نبس بهدوء :
«على الأقل قل لي كيف أعثر عليها»فتكلم روي بهدوء :
«إبعث لها رسالة، و لن يضل أحد الطريق لها»
ثم ذهب تاركاً نيكوس يشرد وهمس لنفسه بنفاذ صبر :
«ليست السارقة فقط من تتكلم بالألغاز بل جميع من في حياتي، لكنني لن أمِل من إكتشاف الأسرار»
زادت عزيمته، وتوجه لبيت يوشيرو كي يجلس عنده قليلاً.
أنت تقرأ
أريستارخوس | Aristarchus
Romance-مُكتـملة- «لم تقتُلني، ومهاراتَك غريبة بعض الشئ، وتسألني من أنا!» ثم نظرت إليَّ وأردفت كلامها : «اِعرف بمفردك، المُتعة تكمُن في الاكتشاف» __________ «لنُعافي جروحنا معاً» «أبوك ظالم وأنتَ ابن لأبيك» جميع الحقوق لي®