لم تخلَّف رحلة هروبها من الجناح بدون لكماتها المُعتادة، أخذت تبحث كثيراً على أي أحد تعرفه ولم تجِد، حتى خرجت من مدينة القصر بعدما ركبت داخل عَربة يجرها الأحصنة، لم تجد حلاً سوى إيثان فهبَّت ذاهبة لتُفتِّش عنه وهي تستفسر ' أين يمكُث ويلسون بلاتر ؟ '
أرشدوها إلى جهة وذَهبت، طرقت الباب الخشبي البسيط عدة مرات ثم فُتح عبر هذا الشاب المُشابه لأخيه في لون عينيه البُنية وشعره الداكِن، أما إيثان هو مِن ذوي الشعر الطويل الجذابنظر لها مُندهشاً، ثم تنحى كي تَنضم له وفعلت هذا وهي تنظر ببرود للمكان ليس كأنه لديها ذكريات عديدة به، سخرت :
«أين ويلسون؟»
سمعت صوتاً عالياً، وعلى أثره قهقها الإثنان :
«إنني الوزير السابق ويلسون يا ابنة رونالد»
همسا الإثنان :
«اشتقتُ لكِ»ثم نظروا إلى المُسن الوَدود الآتي من الداخل وهو يقول بابتسامة :
«اشتقتُ لكِ»
كتم إيثان ضحكته بينما ضربته إريكا بخفة عند كتفه لكي يصمت وبادلت الآخر كلامه
«هذا الأحمق لا يعلم طريقه الصحيح انصحيه يا بُنيتي»
اشتكى لينظر له إيثان بعِتاب ورفع الآخر كتفه ببراءة، ثم حول نظره عنه ونظر إلى النافذة المفتوحة لكي لا يتأثر بتوبيخ نظرات إريكا
«سأترككم»
فرَّ تاركاً إياها تلقي على إيثان السُباب بعسليتيها ثم تكلمت :
«كما المتوقع أنكَ جالس هُنا، ما السبب هل مُشاجرة مع انترانيك أو طرد من أبيك؟»رفع كتفيه وقال بهدوء :
«لا شئ سوى الملل»«مِن الحفلات والمنافقين؟»
أومأ و تابع :
«ومن الإحترام الزائف»
حركت رأسها متفهمه إلا أنها تجمدت عندما تحدث مرة أخرى :
«أن تكون يتيماً حقاً شيء صعب، ما سؤالك إريكا؟»
حدق بها وهي تحاول استيعاب معرفته بهذا، أما هو فكان مبتسم وينتظر سؤالها، تماسكت ورفعت رأسها إلى فوق وأخذت نفساً عميقاً وهي تمنع نفسها من الإنهيار ثم تشجعت :«ما هو سر هروبه؟»
قبل تكلمه قاطعته : «أعلم أنكَ لن تقول لي لكن هل لي أن أطلب شيئاً»
ابتسم و قال : «هل تسألين؟»
بادلته الابتسامة بهدوء وقالت : «أطلُبني عِندما يُرهَق قلبه»«إنكِ مستغلة لكنني أعلم أن هذا يصُب داخل مصلحته لذا اتفقنا»
أومأت ثم تابع كلامه بسؤالٍ :
«هل انترانيك مازال الضلع الثالث لمثلث العدالة؟»
جاوبته بجفاء : «المُثلث تدمر عندما شارك في طرد أبي وهجر صديقته المُفضلة في يومها المشئوم، وترك حبيبته باكية عندما تركها قبل زفافهم بيومين»
جُمل طويلة وبحّة واضحة قد ظهرت في نبرتها، ألا يوجد دواء لجروح الإخوة والأصدقاء؟
لما البرودة في القلب لا تجدي نفعاً ؟
ربما لأن الوِجدان يُطالب بالحنو إلى الماضي بسبب كثرة البرودة التي تحاوطها، توجس القلب أن يتجمد فنادى على أحبائهذهبت و طرقت الباب بعنف تاركة إيثان غاضباً بسبب الملك الأب المُبجل وأفعاله الدنيئة التي قذفت بفرحة طِفلهُ إلى بعيداً.
أنت تقرأ
أريستارخوس | Aristarchus
Romance-مُكتـملة- «لم تقتُلني، ومهاراتَك غريبة بعض الشئ، وتسألني من أنا!» ثم نظرت إليَّ وأردفت كلامها : «اِعرف بمفردك، المُتعة تكمُن في الاكتشاف» __________ «لنُعافي جروحنا معاً» «أبوك ظالم وأنتَ ابن لأبيك» جميع الحقوق لي®