الفصل السابع

4.9K 296 28
                                    

الفصل السابع
أريدك في الحلال
إيمان سالم

الحب كـ فراشة جميلة .. تبهرك بألوانها.. تطير من حولك .. تسرق أنظارك .. لـ تسعى خلفها .. تطير ولا تقف.. تسرع فـ تركض تتبعها.. لو حالفك الحظ امسكت بها وإن كنت سيء الحظ سرقت عينيك وقلبك واختفت .. لـ تبقى بعدها جسدا بلا روح ويظل طيفها يحوم حولك في الآفاق.
_____________________

صرخاتها افزعته فتحرك بجسده .. تجاه الدرج
فوجدها أسفله ... تخيل وهو يراها تسقطت تلك الدرجات واحدة تلو الاخري فشعر بجسده ينتفض اصابته قشعريرة وكأن الالم سكنه بسقوطها، تخبط وانهيار يشعر به لا يعرف كيف وصل لاسفل جوارها يناديها بأسمها بخوف ورجاء أنت تفتح عيناها ولو للحظة واحدة فيطمئن قلبه
لكن هيهات فارتفع صوته يهزها ويناديها لعلها تستجيب: فريدة، فريدة ردي عليا

لم يأته الجواب ... فلم يشعر بنفسه إلا وهو يرفع رأسها بين يديه وليته لم يفعل .. فالدماء الساخنة سالت على يديه شعر بدفئهم .. في هذا البرد القارس .. دمائها والهلاك

صرخ بقوة: فريدة فتحي عيونك، ردي عليااا يا فريدة، متسبنيش تاني.. أنا آسف يا فريدة وحياة أغلى حاجة عندك فتحي عيونك وبوصيلي
لم تفعل رغم شعوره بحركه اهدابها الضعيفة وكأنها تسمعه وحاولت الاستجابة لكن شيء يمنعها

اقتراب انس وبعض الممرضات ورأها بتلك الحالة فـ
انتفض صارخا بلهجته السريعة: يا نهارك مش فايت يا عدلي عملت فيها إيه؟!

صك عدلي على أسنانه بحده ولم يجبه كان ينقصه ظهوره الآن وقوله تلك الكلمات الحمقاء.. تحركت الممرضات نحوها يحاولن افاقتها دون فائدة
صرخ أنس بحدة: نقاله بسرعة محدش يحركها جايز يكون في كسر في جسمها

نظر له عدلي نظرات قاتلة فحواها «كسر رقابتك يا أنس» رغم صمته الغاضب

اسرعت الممرضات تحضر ما طلب بينما يحاول فك حجابها ليتمكن من رؤية مصدر الدماء
صرخ عدلي بغضب جامح وهو يمسك يده: حوش ايدك متمدهاش عليها
نفض أنس كفه متحدثا بتعجب ونارية: أنت مجنون أنت ناسي إني دكتور يا عدلي ولا إيه؟!، عاوزني اسيب دمها يتصفى اوعي خليني اشوف شغلي بدل ما أنت واقف كده عمال تزعق اتحرك بدل ما يكون حصل لها نزيف ومنلحقهاش

وعند تلك الكلمة شعر بنبضات قلبه تنخفض تدريجيا حتى اوشكت على رسم خط مستقيم .. وهتف مناديا بأسمها من جديد: فريدة ردي عليا
زفر انس بقوة يبعده عنها ثم تحركوا جميعا لوضعها على النقالة ومنها لغرفة الاشاعة وبعدها غرفة العمليات ..

كان هناك اشتباه في وجود نزيف داخلي، شعر وقتها  بالموت مليون مرة من الهواجس التي اقتحمت رأسه بلا رحمة وكل هواجسه تخبره انه السبب فيما اصابها لربما آثر ذلك عليها وحدثت لها اصابة او فقدها، يقف لكنه غير قادر على فعل شئ يراقب بخوف، ألم كبير، ندم شديد كل ما يحدث والوقت يمر عليه ببطء وكأن عقارب الساعة لا تتحرك

أريدك في الحلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن