الفصل الثاني

9.9K 354 19
                                    

أريدك في الحلال

في الصباح وجدته أمام العمارة ..
يقف وكأنه ينتظر أحد ..
كانت مترددة هل تتخطاه أم ترحب به لا تعلم،
لكنها قررت تعزيز نفسها رغم الشوق الكبير الذي يعصف بقلبها ستلقى السلام سريعا وتصعد سيارتها
وبالفعل أقتربت تنوي فعل ذلك ... وكلما اقتربت زاد توترها وعبثت رائحته الذكية بمفاتيح ثباتها
تحدثت بصوت مهتز قليلا يواري خلفه ضجيج كبير: إزيك يا عدلي
بخير يا دكتوره، أخبارك إيه دلوقت؟ قالها بتكلف وترها أكتر
تعجبت متى وضعت الالقاب بينهم لا تعلم ماذا يقصد بهذا اللقب تحديدا لكنها ابتسمت بتكلف متحدثه: الحمدلله
رايحة المستشفى؟ .. سألها بهدوء وملامح خالية من أى تعبير
اجابته وقلبها يشكوه: ايوه
تتذكر الماضي، أحداثه تضرب رأسها دون جهد

سألها بين تلك المره: عاملة ايه في شغلك، اترقيتي اكيد؟
اجابته بتوتر: الحمدلله، أنت عارف وحمحمت متحدثه: أقصد كنت عارف إن المستشفى دي حلم لأى دكتور أنه يشتغل فيها وكانت حلمي وبحاول اثبت كفائتي

عارف .. قالها بنفس تلك الملامح الجامدة
ـ هترجع لشغلك الحكومي؟ سألته بتردد
فـابتسم بجاذبية خطفت قلبها المعذب وهتف: لأ معدش يناسبني دلوقت
تطلعت لمظهره وهو يراقبها ثم لعيناه .. ما كل هذه القوة التي تكمن في نظراته حتى صوته لقد تغير كثيرا لم تكن نظراته هكذا من قبل!
سألته تحاول الوصول لما بداخله الوصول لشيء يبرد نار قلبها: هتشتغل في مكان تاني يعني ولا هتأسس لك شغل مستقل؟
لسه مش عارف في أكتر من حاجة قدامي وبفاضل بينهم، مش عاوز اعطلك عن شغلك أنا عارف إن المواعيد عندهم شيء مقدس ورفع النظارة لعيناه مبتسما واتجه للامام للسيارة التي تقف أمام سيارتها وكأنه يقصد هذا تحديدا .. انه اصبح في المقدمة

تفحصته وتفحصت السيارة لم تستطع ضبط نفسها كان يراقبها في المرآة وهي تعلم ذلك لكنها لم تهتم بمراقبته نظراتها منفعلة فـالسيارة مثل ماركة سيارتها لكن الموديل أحداث واغلى 
تعجبت من أين له بسيارة كتلك .. غادر ببطء وكأنه يعطيها قدر كاف من الوقت لتتمعن أكثر ..هل يقصد ذلك؟!
فتحت باب سيارتها وهي تفكر .. لماذا عاد تشعر أنه ليس بخير .. اغلقت الباب سريعا لكنها تذكرت شئ فترجلت مره اخرى متجه لحارس البناية تناديه بصوت عال نسبيا: عم محمود وكررت النداء
جاء الرجل البسيط مهرولا وهتف خير يا ست الدكتورة؟
سالته بود: ازيك يا عم محمود اخبارك ايه؟
الحمدلله يا دكتورة في نعمة
دايما يا راجل يا طيب .. الا صحيح يا عم محمود أنت شفت الدكتور عدلي قريب؟
انتفض الرجل متحدثا وكأنه تذكر شيء: هو انتي معرفتش اللي حصل؟
هتفت تمثل الصدمة: لا معرفش ايه اللي حصل؟
اجابها ببسمة: مش هو اشترى شقة في العمارة اللي جمبنا دي
اتسعت عيناه تلك المرة بصدمة حقيقية وهتفت: بتتكلم بجد؟
ايوه زي ما بقولك كده
سألته بشرود من امتي؟
معرفش من امتي بس هو جالي من اسبوعين وسلم عليا واعطاني فلوس كمان ربنا يعمر بيته ابن حلال اوي يا ست فريدة
ايوه قالتها وهي في الاساس لم تستمع لما قال غادرت تفكر في الامر
ماذا يقصد بكل ما يفعل ولما لم يخبرها بأمر الشقة ..  تتسأل هل تلتمس له العذر ربما الوقت كان غير مناسب لـ يخبرها بهدا الشئ
صعدت سيارتها متجهه للمشفى التي تعمل بها فاليوم تحديدا لديها عملية جراحية هامة ولا تريد التشتت فوق ما تشعر بالفعل

أريدك في الحلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن