باقي الفصل

3.2K 263 18
                                    

لا تشك في حبي لك يوما ولا تتسرع فقد تجرحني ظنونك أكثر من الاخرين.

جاءت لوالده منذ الصباح الباكر ولأول مرة تأتيه بمفردها لقد اخبرها أنه سيقضي اليوم كامل مع والده فجاءت من الصباح لتكون معه والساعة الان الواحدة ضهرا ولم يظهر بعد .. هل كان يكذب عليها ... شعرت عند تلك الخاطرة بخنجر غرس في قلبها فمنذ ذلك اليوم وهو لايتحدث معها على اي شيء يخص والده حتى انه لم يطلب منها زيارته كما كان يفعل هل اقصاها من حياة والده بهذه الصورة، بعد موقف غير مقصود

الوقت يمر حتى فقدت الامل بمجيئه والاب يشعر بحدسه ان هناك شيء لكنه لم يتحدث بشيء عن هواجسه بل كتمها في قلبه حبا لها وخوفا على مشاعرها
لكن الفرحة والتوتر ظهر عليها دافعة واحدة مع اول طرقه بيداه على باب الغرفة علمت من يكون من الوهلة الاولي .. فـ له طرقة مميزة تستشعرها كل حواسها وكأنها معزوفة خاصة به ..رفرف قلبها عاليا .. تتمني أن ينجح مقصدها من تلك الزيارة وينتهي الخلاف او الجمود بينهم إن صح القول

دلف كيان ليتفاجيء بوجودها
اخبره والده انها هنا منذ الصباح ..ليتفاجيء أكثر.. فكر كيان بالامر وتذكر انه اخبرها انه سيزور والده اليوم وسيكون مشغول معه إذن ما المقصد من قدومها؟!
تنظر له بضعف وخجل
اقترب يحدثها بتعجب طغي في كلماته: أنتِ هنا ليه وجيت لوحدك ازااي من غير ما أعرف؟
شعرت بالحزن لكلماته فاخفصت وجهها متحدثه: جيت اشتكيك لعمو وفريدة هي اللي جابتني الصبح حبيت تكون مفاجئة ليكم
ترك المفاجئة جانبا وامسك كذكر شرقي أصيل في "تشتكيني" قالها بتعجب شديد فالبطبع هو ليس طفل لتعفعل ذلك كي يعاقبه والده .. حدجها بنظرات غضب المتها

رفعت وجهها لوجه المصدوم ولوجه ابيه المتابع للمشهد بترقب وقالت بتأكيد: ايوه هحكيله اللي حصل بينا ويشوف لو أنا غلطانه ولا لأ، وليك حق تعاملني بالاسلوب ده يا كيان انا مش عاوزه تكون زعلان مني وتعاملني بالجفاء ده
هتف كيان منفعلا: ايه يا ضحى الكلام ده؟! أنا عاملتك وحش امتى وبعدين زعل ايه اللي بتتكلمي فيه ده دلوقت؟!

اجابته بحزن: أنت متغير معايا من يومها يا كيان حتى رافض الكلام في نفس الموضوع تاني وأنا مش عاوزاك تكون زعلان او حاجة تأثر على علاقتنا خصوصا أنك اتسرعت وفهمتني غلط وأنا حبه اوضح لك قصدي

كان الحديث تلك المرة من جانب والده حيث قال بنبرة مهتزه كعادته مع بعض التلعثم اللاإرادي: في ايه يا كيان عاوز افهم زعلانين من بعض ليه؟
مفيش يا بابا قالها بنبرة عالية وهو ينظر لضحى بحزم لتسايره في كلماته
لكنها اجابت عكس ما أراد: لا فيه يا كيان اقول ولا تقول أنت؟
ـ لا مفيش حاجة يا ضحى ولا إيه وضغط الكلمات بين اسنانه بقوة لتفهم وتفعل ما اراد
هزت اكتافها بعدم فهم وهمست من بين شفتاها في تعجب: ايه .. ياكيان هكدب يعني؟
كيان في نفسه" ايــه!! دا أنا هطلع عينك بس نطلع من هنا ماشي يا ضحى جاي تشتكيني لبابا .. من أولها كدا وأنا اللي بقول عليكِ بريئة طلعت أنا اللي غلبان وعبيط "

لكن والده حرك الكرسي مقتربا منه وتحدث بصوت خفيض: متزعلهاش يا كيان .. هي جت لي هنا بعشمها إني اصلح اللي بينكم لو مش عاوزني اعرف خدها واقعدوا واتكلموا وصفوا اللي بينكم أنا ميهمنيش حاجة الا راحتك يا حبيبي .. سامعني يا كيان
زفر كيان متحدثا: ربنا يسهل يا بابا متقلقش مفيش حاجة اصلا هي بتهزر

كانت تتابع ما يدور بينهم بصمت وترقب
رفع عيناه لتواجه عينها كان الغضب بهما أكثر من الحنان اقترب يحدثها برسمية جرحتها: هتروحي امتى؟
تلعثمت متحدثه: لو مضايق من وجودي أنا ممكن امشي عادي
زفر كيان متحدثا: مش متضايق ولا زفت أنا بس بسأل
ادمعت عيناها وهمست بضعف: خلاص أنا كنت هروح اساسا دلوقت ونهضت تلملم اشيائها سريعا
امسك كيان الحقيبة من يديها بصلابة متحدثا: ضحى متتصرفيش زي العيال قدام بابا وتطلعيني غلطان أكتر من كدا كفاية لوسمحتي

تركت له الحقيبة في ضعف وهي تتطلع له في صمت وقلبها يصرخ أن كل ما يشغله هو منظره أمام والده غير ابه بحزنها تماسكت وجلست في صمت من جديد
ووالده هناك يتابع ما يحدث في صمت هو الاخر
ظل يحمل حقيبتها في تيه وغضب منها ومن الموقف ككل وحان منه التفاته لوالده وجده صامت لا ينظر له .. وضع حقيبتها لجوارها وخرج في صمت متحدثا هروح اجيب اكل واجي .. قرر النزول لاسفل وجلب بعض الاطعمة كحجه يتنفس بها قليلا حتى لا يحدث صدام بينهم يحزن والده
قد كان عاد معه بعض الاطعمة تناولت القليل فهي لا تحب الطعام الخارجي كثيرا وكذلك والده فالافضل له الطعام الصحي .. كانت الجلسة هادئة
وصاه والده عليها عند مغادرته

تحرك بالسيارة في صمت كانت حزينة لجواره... تفكر هل اخطأت فيما فعلت .. لا تعلم في اي شيء تحديدا مخطئة هل عندما قررت ان تصلح الامر بتلك الطريقة ..ام الموقف من بدايته وبينما هي تفكر سألها بانفعال ساخر: كنتِ قاصدة من كلامك ايه النهاردة يا ضحى؟ عاوزه تصغريني قدام ابويا وتبيني له أنك مضحية وأنا الوحش اللي ظالمك

انا يا كيان انا اعمل كدا .. هتفت بها بانكسار واتبعت ليه كل دا عشان حبيت ارضيك قلت احكي لباباك مش قاصده حاجة وحشة لو في نيتي حاجة وحشه مكنتش اهتميت كنت فرحت انك قفلت الموضوع أنا مش وحشه يا كيان ولا بفكر بالطريقة دي وبعدين السؤال اللي ضايقك اووي كدا وعصبك من حقي اعرف فين المشكلة؟
أنا مش المفروض هبقى مراتك شريكة حياتك ولا أنا وضعي ايه في حياتك بالظبط عرفني من دلوقت عشان ابقى عارفة حدودي؟

ضرب المقود امامه بعنف واتبع: مش أنا اللي يتلوي دراعي يا ضحى قلت خلاص اقفلي الموضوع دا ومش عاوز كلام فيه تاني، تقومي تروحي لبابا وعاوزاه يعرف ازاي تتصرفي كدا ازاي مفكرتيش ممكن الموضوع دا يجرحه قد ايه

تحدثت ببكاء شديد: تاني هتظلمني بردة وتقول كلام مفكرتش فيه نهائي انا كل اللي فكرت فيه ازاي اصالحك وتفهم اني مش رافضه الموضوع بس اظاهر اني هفضل في خانة الظالم دي على طول انا اسفه فعلا انا غلطانه من فضلك روحني يا كيان

تنفس بقوة انفاس غاضبه فالامر بينهم يزداد سوء لم يفكر كثيرا وهو يدير السيارة سريعا متجها ...

باقي الفصل يا بنات
تفاعل حلو
دمتم بخير❤

أريدك في الحلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن