اليوم هو اليوم الثالث بعد وفاة فتاة الشعر المجعد، تلك الفتاة هي الوحيدة التي احببتها في حياتي كلها، لم استطيع تصديق كيف رحلت بهذه السرعة، هل كانت عاماً أو ربما أقل ببضع أشهر على أول مرة رأيتها فيها، ليست مثل الجميع انها مختلفة بطريقة لطيفة، كنت احب هدءها وأكثر شيء احبه عندما تغضب مني، وجهها المستدير الصغير وشعرها المجعد الكثيف الذي يغطي خديها المحمران، كانت تمد شفتيها وتمسك بوجهي كي أعلم أنها غاضبة، كانت تحتفظ بكتاب كبير لمذكراتها انها على عكس الجميع، أردت قراءته ولكنها أخبرتني ممازحة عندما تموت تستطيع قراءته، كنت أغضب من قولها هذا. أريد أن أقرأ هذا الكتاب بشدة لأعلم عن تلك المشاعر، انها حقيقة لكن أود أن أشعر بها مرة أخرى.
مرحبا اسمي (تارا) أبلغ من العمر 23 رقماً. أعدت كتابة مذكراتي لانها أصبحت قديمة وبالفعل كان خطي سيء، تبدو مختلفة بعض الشيء عن حياة البقية. امتلك اسماً اجنبياً على الرغم من كوني كورية لكنه بسبب والدتي هي التي اسمتني وفي الحقيقة انا اعيش معها فقط منذ أن ولدت، انفصلت والدتي عن والدي بعد فترة قصيرة من زواجهما لذا هي اعتنت بي وحدها، كانت تعمل بجد بشت الأعمال لتوفر لنا حياة جيدة، لم تكشف اياً من الامها لكي لا أشعر بالقلق عليها. تعلمت الكتابة في الخامسة من عمري، لم استطيع الذهاب إلى المدرسة لظروفنا المالية، كنت أحاول مراقبتهم من بعيد لكن بسبب مرضي لم استطيع، في الحقيقة عندما أصبحت بعمر الثلاث سنين اكتشفت والدتي أن سمعي ضعيف للغاية، وربما يتطور إلى الأسوأ، أصبحت تبذل جهداً أكبر لإحضار سماعات لي لكن مبلغها كبير، زادت المشكلة لدي ولم استطع السماع بعد ذلك، أصبحت بالخامسة من عمري في احد الايام كنت أحاول مراقبة احد الصفوف الطلاب محاولة أشعر مثلهم(اتعلم) انتبه علي شخص بأني احاول النظر من النافذة، لصغر حجمي وقصر طولي سقطت على رأسي كان رجلاً يبدو بالعمر كبيراً نوعا ما، امسك بيدي وبدأ التحدث، لم استطيع معرفة ما يتحدث، اخذني وادخلني إلى الصف، جلست لبضع دقائق عدة وإذ بوالدتي تدخل وهي تبكي ثم احتضتني وقبلتني، تعجب الجميع لعدم تفهمي بأي كلمة، سأل ذلك الرجل أخبرته والدتي بأني لا اسمع لذا حاول التخفيف وابتسم لي، وبدأ بالتحدث بلغتنا الخاصة(لغة الإشارة) فهمت عليه لاني كنت قد درسا هذه اللغة او بضع كلمات أو جمل قد تكون أفضل، ((نحن أصدقاء)) ابتسمت له كنت في غاية السعادة، فتح يديه لي احتضتني شعرت ولأول مرة بدفء لم تحتضني والدتي كثيرا لأنها مشغولة كثيراً وجسدها براد للغاية، كان هذا الرجل مدير المدرسة، كان يريد مني أن أدخل إلى المدرسة، رفضت والدتي لأن وضعنا المالي لا يسمح بذلك لكنه أصر على تعليمي مجاناً، انا حقاً ممتنة لهذا الرجل. لكن في الحقيقة بدأت الحياة المتعبة بعد سن الحادي عشر، كانت أمي تتعب بكثرة إلى حين نفذ صبري واخذتها إلى الطبيب "انها مصابة بمرض السكري"
تارا 🧡🧡