كانت آخر ابتسامة على وجه والدة تارا كانت ابتسامة متعبة، حزينة، لكنها مرتاحة لمعت النجوم ومع لمعتها رأيتها تسقط كالشهب.
أخذت والدة تارا إلى المشفى، لم اوقظ تارا كي لا افزعها، دخلت إلى غرفة الطوارئ دقائق معدودة، خرج الطبيب ويبدو عليه الحزن "لقد حاولنا قدر ما استطعنا، لكن مرضها ونفسيتها عملا جاهدان على خذلنا، البقاء لك"
أنهى الطبيب كلماته وذهبت للمنزل لأخبر تارا عن ما حدث، انا متردد للغاية، لا أعلم ماذا ستفعل عندما تعرف، هل سوف تصرخ؟ هل سوف تدخل في غيبوبة؟ هل سوف تتوسل لوالدتها كي تعود؟ ام... هل سوف تلحق والدتها؟ لا لا أود من هذا أن يحدث أبداً ارجوك لا تفعلي ذلك، بدأت أرهق نفسي بالتفكير لكن يجب علي أن استمع شتات نفسي، دخلت إلى غرفتها وأغمضت عيني كي لا أضعف، هززت جسدها الصغير لأنها لا تستطيع سماعي.
استيقظت بالكاد تستطيع أن تفتح عيناها، عيناها ذابلتان بالكامل لم تأخذ وقتها في النوم أبداً، مدت يدي وأعطيتها ورقة كتب عليها "اعتذر لم استطيع إنقاذ والدتك" نظرت إلي بأعين متسعة ثم نهضت عن السرير واسرعت بالبحث عن والدتها في كل أرجاء المنزل، تبعتها لأنه كان طلباً من والدتها "لا تتخلى عنها" أعدك.
وقفت أمامي تحاول تنظيم أنفاسها لكنها انهارت بالفعل. أخذتها إلى الطبيب احتاجت ليلة من النوم، استيقظت فتحت عيناها ببطء شديد، كانت عيناها تتلألأ ساعدتها على النهوض، نظرت إلي وبدأت عيناها بأفراز الدموع كانت تنزل دمعة تلوى الأخرى إلى حين أصبحت مثل الشلال، وجدت يداي تتحركان من دون تفكيري لتصل إلى وجنتيها وتمسح الدموع التي أخذت حريتها بالنزول، قامت باحتضاني وأخذت اربت على شعرها لأخفف عليها قليلاً.
مرة يومان منذ أن توفيت والدة تارا، خلال اليومان لم تدخل شيء لفمها ولا حتى رشفة ماء ولم تغمض عيناها قليلاً، شعرت انها كالدمى لا تأكل ولا تنم، لم استطيع تحمل رؤية تارا بهذا الحال اجبرتها على أن تأكل وتشرب وترتاح، كانت الكميات التي أكلتها صغيرة، ربما كلمة - صغير - قد تكون أكبر من الذي أكلته لكن لنقل صغير، شعرت بالراحة قليلاً، كانت دائماً تسألني لماذا ابقى معها؟ لماذا لا اذهب وأرتاح قليلاً؟ كان جوابي في كل مرة الصمت ولكني من الداخل "أعدك أن أحميك، الا اتخلى عنك عنك، سوف ابقى بجانبك، أعدك"
مرة يوم آخر وإذ بها تأتيني وهي متوترة جداً، سألتها عن سبب توترها، ترددت في اعطائي الجواب لكنها أعطيتني اياه. ورقة ملطخة بدماء مزيف، انه تهديد
"سوف تتبعي والدتك يا تارا... انتظري قليلاً"
