بعد انتهاء المصور من إلتقاط بضع صور لأفنان ورحيم ولإفنان مع باقي المُدربين أخبرها رحيم أنه يمكنها الذهاب إلى أحد جوانب القاعة كي يلتقط لها المصور بضع صور بمفردها، أومئت هي بسعادة وهي تهبط من الدرجات بينما يتأملها هو في صمت.
"طيب يا شباب أنا هروح اضبط حاجة في المكتب بسرعة وهرجع تاني، محدش يمشي عشان لسه في كام حاجة هنعملها قبل ما تمشوا." أردف رحيم ثم دنى من أنس وهو يهمس في أذنه:
"خلي بالك على أفنان لحد أما أجي وبالذات من اللي اسمه نوح ده."
"ماشي يا عم الحبيب." رمقه رحيم بإزدراء قبل أن يذهب إلى مكتبه تاركًا القاعة وتاركًا أفنان تلتقط بعض الصور.
أما عن أفنان فكانت تبتسم بخجل في معظم الصور وهذا عكس طبيعتها لكن شعورها بأنها محط أنظار الجميع وأن هناك مصور أخذ الأمر من رحيم أن يقوم بتصويرها هي خصيصًا كان أمرًا موترًا لكن ذلك لا ينفي كونه شعور جميل في الوقت ذاته، كانت الأمور مستقرة تمامًا في تلك اللحظة لكن كالمعتاد لا شيء يسير بطريقة جيدة إلى النهاية فقد تبدل الأمر تمامًا حينما أخترق أذن أفنان صوت فتاة ما تُردف:
"أكيد كسبها شفقة أنتوا مش شايفين منظرها عامل ازاي؟"
"فعلًا عندك حق، أنتي مش شايفة Style 'أسلوب' لبسها ولا طريقة كلامها!" شعرت أفنان بأن الوقت توقف عند تلك الثواني، آلم كبير اجتاحها وكأن هناك حجرًا كبيرًا جاثمًا على صدرها، في تلك اللحظة تمامًا أدركت أفنان ما لم تُدركه من قبل!
هي حقاً تبدو مختلفة عن الجميع هنا، ولكن ليست مُختلفة بصورة جيدة بل سيئة لكنها لم تشغل بالها يومًا بذلك.. لكنهم محقين فمعظم من أجتمعت بهم هنا من طبقة مختلفة تمامًا، طلاب بجامعات لا تقل مصروفاتها عن آلاف الجنيهات في العام الواحد! مصروفات لو عملت أسرة أفنان كاملة لما حصلت ثمنها، الجميع هنا يملكون سيارات ويسكنون في أفضل المناطق ويرتدون أفخم الثياب، لكن هي... هي مجرد فتاة بسيطة ابنة موظف بسيط، إنها حقًا تختلف عنهم.
لكن ما لم تُدركه أفنان في تلك اللحظة هو اختلافها الجوهري عن أولئك الفتيات والذي يكمن في أنها تفوقهم في أخلاقها العالية، واحترامها للغير وأنها لو كانت في مثل موضعهم لما كانت لتتفوه بشيء يُقلل من شأن شخصا اخر.
"يا جماعة اصلًا جايزة 1500 pounds 'ألف وخمسمائة جنيهًا' حاجة عبيطة أوي ورقم صغير بس شوفتوا يا حرام فرحت ازاي؟"
"عندك حق، أنا بصرف أكتر من كده في قاعدة في Cafe 'مقهى'."
أنت تقرأ
في حي الزمالك
Romance"أنغام أحمد؟" "أنغام ايه؟! أفنان يا باشمهندس أفنان!" اردفت بحنق وهي تستقيم بعصبية من مقعدها. "خلاص ومالك فخورة أوي كده.. أتفضلي اقعدي." جلست وصمت هو لثوانٍ ثم اردف : "ثانية واحدة.. باشمهندس مين أنا دكتور!!!" ______________________________________ ...