الفصل الثالث والثلاثون: سَعَادَة غَيْر مَسْبُوقَة

113K 5.7K 2.3K
                                    

"أنس أنت كويس؟"

"أنا هرجع مصر وفريد ده أنا مش هرحمه!"

كان الشرار يتطاير من أعين أنس وهو يتفوه بكلماته تلك، نبرته كانت حادة مليئة بالحقد والكراهية.. ازدرد رحيم ما فيه فمه ببطء وهو يُراقب تعابير وجه أنس المُرعبة ولأول مرة يشعر رحيم بأنه لا يعرف أنس..

"ممكن تفهمني حصل أيه؟"

"مفيش وقت للكلام، ومحدش هيقدر يوقفني المرة دي! مش هعمل خاطر لأي حد يا رحيم، فريد ده زودها أوي وجه وقت الحساب وهو حسابه تقيل معايا."

"استنى هنا مش هسيبك تروح في حتة لوحدك من غير ما تفهمني!" صاح رحيم وهو يحاول جذب ذراع أنس لمنعه من الخروج لكنه تفاجئ بأنس يدفعه بعيدًا حتى كاد رحيم أن يسقط أرضًا لولا أن أستوعب أنس ما قد فعله ومد يده على الفور ليلحق برحيم.

"رحيم أنا أسف! أنت كويس؟"

"أنا كويس، بس أنت مش كويس، في أيه؟!"

"فريد أتهجم على بيتي! كسر البيت وكان هيحرقه عشان كان فاكر أني فيه! عمرك شوفت أب.. لا.. عمرك شوفت بني آدم طبيعي بيعمل كده؟!"

بنبرة أقرب للصراخ بصق أنس كلماته بينما صدره يعلو ويهبط بقوة قبل أن يقترب من زجاج المرآة الكبيرة ويلكمه بيده فيتناثر الزجاج في كل مكان بينما تتساقط قطرات الدماء الدافئة من يد أنس ومعها دموعه، أقترب منه رحيم ليعانقه، حاول أنس أن يفلت منه لكن رحيم شدد على العناق.

"أنا هحبسه! وحياة أغلى حاجة عندي لأحبسه!"

"هنحبسه وهيتعاقب وهنعمل كل اللي أنت عايزة بس الأمور مبتتحلش بالشكل ده! على الأقل يا أخي عشان أروى!" حاول رحيم تهدأته وقد نجح قليلًا حيث أرتخت معالم وجه أنس نسبيًا وهو يُعقب على حديث رحيم قائلًا:

 في حي الزمالكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن